الدكرورى يكتب عن والي المدينة رياح بن عثمان ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
والي المدينة رياح بن عثمان ” جزء 1″
رياح بن عثمان بن حيان المري، وهو أمير المدينة المنوره، فى زمن ثورة محمد النفس الزكية، على أبو جعفر المنصور، وأبو جعفر المنصور، هو عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشى، وهو الخليفة العشرون من خلفاء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الخليفة العباسي الثاني، وكان هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وهو من قام ببناء بغداد، وقد بويع له بالخلافة في شهر ذي الحجة عام مائه وسته وثلاثين من الهجره، وكان ذلك بعد وفاة أخيه أبي العباس عبد الله السفاح، وكان السفاح أصغر منه سنا، ولكن تولى الخلافة قبله امتثالا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، وكان السبب في هذا هو أن السفاح أمه عربية حرة، وكانت أم المنصور أمة بربرية تدعى سلامة.
وقد ولد المنصور في الحميمة من أرض الشراة من البلقاء الواقعة في الشام في جنوب الأردن وكان ذلك تحديدا في صفر في عام خمسه وتسعين من الهجره، وقد نشأ بها ثم ارتحل إلى الكوفة مع عائلته بعد أن ألقى مروان بن محمد القبض على أخيه إبراهيم الإمام، وقد ساعد أخاه أبا العباس السفاح في السيطرة على الدولة الإسلامية، وفي تثبيت حكم بني العباس، وقد ولاه السفاح أرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية، وأيضا استعان به في إخماد الثورات التي قامت عليهم في بدايات الدولة العباسية، وقد عهد له السفاح بالخلافة من بعده، وبعد وفاة السفاح في أواخر عام مائه وسته وثلاثين من الهجره، فقد أصبح المنصور هو الخليفة، وبويع له في البلاد في أول عام مائه وسبعه وثلاثين من الهجره، وأما عن رياح بن عثمان المرى، فكان أبوه هو عثمان بن حيان بن معبد بن شداد.
بن نعمان بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المري، وهو يلقب بأبي المغراء الدمشقي، وقد كان رجلا من أهل الخير، وقد ذكر ابن حبان أنه كان ثقة في الحديث، ويروي عن أم الدرداء، وقد ولاه الوليد بن عبد الملك على المدينة سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز عنها، وذلك برأي من الحجاج بن يوسف الثقفي، فجعل عثمان يؤذي من كان مِن خاصة عمر بن عبد العزيز، فلما ولي سليمان بن عبد الملك الخلافة عزل عثمان بن حيان سنة سته وتسعين من الهجره، عن المدينة، وولى عليها أبا بكر بن محمد بن حزم، وأما عن رياح بن عثمان المرى، فإنه لما أراد أبو جعفر المنصور عزل محمد بن خالد بن عبد الله القسري عن المدينة.
فقد ركب ذات يوم فلما خرج من بيته استقبله يزيد بن أسيد السلمي فدعاه فسايره ثم قال أما تدلني على فتى من قيس مقل أغنيه وأشرفه وأمكنه من سيد اليمانية يلعب به يعني ابن القسري، قال بلى قد وجدته يا أمير المؤمنين قال من هو؟ قال رياح بن عثمان بن حيان المري، قال فلا تذكرن هذا لأحد ثم انصرف فأمر بنجائب وكسوة ورحال فهيئت للمسير فلما انصرف من صلاة العتمة دعا برياح فذكر له ما بلا من غش زياد وابن القسري في ابني عبد الله بن الحسن المثنى الثائرين على أبو جعفر المنصور، وولاه المدينة وأمر بالمسير من ساعته قبل أن يصل إلى منزله وأمره بالجد في طلبهما فخرج مسرعا حتى قدمها يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة مائه وأربعه وأربعين من الهجره، وأما عن دار مروان، وهي دار مروان بن الحكم، والذى كان ابتناها عندما كان أمير المدينة.
وكان ذلك في أوائل النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وهي دار فخمة ظلت بعد مروان مقر أمراء المدينة لزمن طويل، وكما كانت دار مروان قريبة للمسجد النبوي الشريف وقد سبق أن سمي هذا الباب من أبواب المسجد النبوي بباب مروان لملاصقة داره للمسجد وكانت في موضع المدرسة البشيرية وهى ميضأة قلاوون، التي أنشأها بموضع دار مروان، وأما عن قيس، وهم القيسية وهي مجموعة كبيرة جدا من القبائل العربية ويقال لهم مضر السوداء، وينتسبون لقيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقيس هو شقيق إلياس بن مضر الذي تنحدر منه قبائل خندف، وقد اشتهرت قبائل قيس عيلان القيسية بنزاعها مع القبائل القحطانية طيلة التاريخ الإسلامي، وهى تضم عدة أفرع أبرزها هوازن وغطفان وبنو سليم التي انحدرت منها شعوب وقبائل كثيرة.
وبالإضافة إلى فروع أصغر هي عدوان وفهم وباهلة ومحارب ومازن وغني، وأما عن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي وهو تابعي ومن رواة الحديث، وهو حفيد السبطين من الأب والأم، وإضافة إلى لقبه الكامل، فإنه يُلقب أيضا بلقب عبد الله المحض، وأما عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، وهو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وهو أحد الأمراء الشجعان، وهو أحد الامراء الاشراف، وأحد الأمراء الأشراف الشجعان، وهو من سلالة آل البيت ومن رواة الحديث النبوي الشريف، حيث روى عنه فضيل بن مرزوق، ويذكر اسم إبراهيم بن عبد الله في الغالب مقترنا باسم أخيه الإمام محمد النفس الزكية، ويعود هذا الاقتران لمشاركتهما في المحنة والثورة على الحكم العباسي.