أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

عُروة بن الزُبير “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن عُروة بن الزُبير “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

عُروة بن الزُبير “جزء 3”

ونكمل الجزء الثالث مع عُروة بن الزُبير، وهو تابعي ومحدث ومؤرخ مسلم، وقد ولد عروة بن الزبير، في أسرة من سادات المسلمين في عصر صدر الإسلام من بني عبد العزى بن قصي، وعصر صدر الإسلام هو مصطلح يستخدم للدلالة على السنوات الأولى للإسلام، وتشمل تلك الفترة الممتدة بين بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين، والتي انتهت في حدود نهاية العقد الرابع الهجري بتبعات اغتيال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب عام أربعين من الهجره، وقيام الدولة الأموية بعدها، فأبوه هو الصحابي الجليل الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ابن عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهى السيده صفية بنت عبد المطلب، وأما عن عبد العُزى بن قصي بن كلاب، وكان هو أحد رجال قريش، وينتسب إليه بنو عبد العزى، وهو عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وينحدر من نسله العديد من أعلام قريش، أمثال ورقة بن نوفل وخديجة بنت خويلد والزبير بن العوام وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير، وكان عبد العزى بن قصى، كانت أمه هى السيده حُبَّى بنت حُليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة، وهو لحي بن عامر بن عمير بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأما عن العوام فهو العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان فارس جاهلي من قريش، وهو أخ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو الصحابية هالة بنت خويلد، وقد كان متزوجا من عمة النبي صلى الله عليه وسلم، صفية بنت عبد المطلب، وهو والد الصحابي الزبير بن العوام، وجد عبد الله بن الزبير، وجد عروه بن الزبير، وخال زينب بنت محمد وأم كلثوم بنت محمد ورقية بنت محمد وفاطمة الزهراء بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما عن أمه فهى السيده أسماء بنت أبي بكر الصديق وهى ابنة الخليفة الأول للمسلمين أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وأخوه لأبيه وأمه هو عبد الله بن الزبير وعمة أبيه هى السيده خديجة بنت خويلد، وهى أولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وخالته هى السيده عائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما، وهى ثالث زوجات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد نشأ عروة في المدينة، وأدرك عددا كبيرا من الصحابة الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، فتفقّه عروة على أيديهم، كما لازم خالته أم المؤمنين السيدة عائشة، وروى عنها أحاديثها، وظل إلى جوارها حتى قبل وفاتها بثلاث سنين، حتى صار من فقهاء المدينة المنورة المعدودين.

بل وكان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه، وقد كان عروة يستهدف طلب العلم منذ صغره، ولا يشغله عن ذلك شاغل، فقد روى أبو الزناد أنه اجتمع في الحجر مصعب وعبد الله وعروة بنو الزبير، وابن عمر، فقالوا تمنوا، فقال عبد الله أما أنا، فأتمنى الخلافة، وقال عروة أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب أما أنا، فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين، وأما ابن عمر فقال أتمنى المغفرة، فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له، وفي صغره، قد حاول عروة الالتحاق بجيش أبيه وطلحة بن عبيد الله الذي شارك في موقعة الجمل، إلا أنهم ردّوه لصغر سنه، إلا أنه بعد ذلك آثر اعتزال الفتن التي وقعت على الخلافة والسُلطة في حياته.