أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

عُروة بن الزُبير “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن عُروة بن الزُبير “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

عُروة بن الزُبير “جزء 2”

ونكمل الجزء الثاني مع عُروة بن الزُبير، وقد عاش بالمدينة وانتقل إلى البصرة ثم إلى مصر وعاد إلى المدينة فتوفي فيها، وقد روى الحديث عن كثير من الصحابة وتفقه على يد السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، وكان ثقة كثير الحديث فقهيا عاليا مأمونا ثبتا، وحدث عنه ابنه هشام، وروى عنه الزهري وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي وغيرهما من علماء المدينة، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يعيش ومن بين يديه أصحابه الكرام، ولقد خلف من بعد الصحابة الكرام التابعون، وهم الذين اختارهم الله عز وجل، لإقامة دينه، وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه، فأتقنوه، وعلموه، وفقهوا فيه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله عز وجل، ونهيه بحيث وضعهم الله عز وجل، ونصبهم له.

وقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الناس ذات يوم فقال في خطبته إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام في مثل مقامي هذا فقال “ألا أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” فدل ذلك الحديث على فضل الصحابة والتابعين وأتباعهم، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس، فيقال لهم فيكم من رأى رسول الله؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام، من الناس، فيقال لهم فيكم من رأى من صحب رسول الله؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم” وهذا فيه فضلة لأصحابه الكرام رضي الله عنهم وتابعيهم، ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام.

فقال تعالى “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، رضى الله عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم” من سورة التوبه، وقد اشتملت الآية الكريمة على أبلغ الثناء من الله رب العالمين على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، حيث أخبر الله تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه بما أكرمهم به من جنات النعيم، وأن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير وقد رتب الله سبحانه وتعالى فيها الصحابة على منازلهم وتفاضلهم، ثم أردفهم بذكر التابعين في قوله تعالى “والذين جاؤوا من بعدهم” وعن عمران بن الحُصين رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، هو الصحابة، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين” فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان، فخير الناس قرنا بعد الصحابة من رآه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظ عنهم الدين والسنن، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني، وصاحب من صاحبني”

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تمس النار مسلما رآني، أو رأى من رآني” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى المقبرة فقال “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد” وفي قوله صلى الله عليه وسلم ” أنتم أصحابي” ليس نفيا لأخوتهم ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة فهؤلاء إخوة صحابة والذين لم يأتوا إخوة وليسوا بصحابة، وقد ولد عروة بن الزبير سنة ثلاثه وعشرين من الهجره، في أسرة من سادات المسلمين في عصر صدر الإسلام من بني عبد العزى بن قصي.