الدكرورى يكتب عن أبو الحارث صالح بن كيسان ” جزء 2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
أبو الحارث صالح بن كيسان ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع أبو الحارث صالح بن كيسان، وقد روى عنه ابن جريج، وعمرو بن دينار، وحماد بن زيد وأنس بن عياض، ومالك بن أنس، وسلمان بن بلال وغيرهم، وقد كان من فقهاء المدينة ومحدثيها، ومؤدبا، فقد أدّب أبناء الخليفه الراشد عمر بن عبد العزيز أثناء ولايته على المدينة ما بين عامى ثمانى وثمانين إلى واحد وتسعين من الهجره، وقد أثنى عليه الإمام أحمد، وقال عنه مصعب الزبيري كان جامعا بين الفقه والحديث والمروءة، وقد توفي عام مائه وأربعين من الهجره، عن عمر يناهز المائة عام، وصالح بن كيسان هو المدني، مولى بني غفار، وكنيته أبو محمد وأبو الحارث، وهو مؤدب أبناء الخليفه الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز، وهو أحد علماء المدينة المنوره، وقد كان كثير الحديث، حجة، وقد جمع بين الحديث والفقه.
وقد رأى عبد الله بن عمر لكنه لم يسمع منه، وقد روى عن عروة بن الزبير، ونافع مولى ابن عمر، وسالم بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم الزهري، والقاسم بن محمد، وغيرهم، وقد روى عنه عبدالملك بن جريج، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وحماد بن زيد وغيرهم، وقد روى له أصحاب الكتب الستة، ويقال إنه جاوز المائة، وروى يعقوب بن شيبة ، حدثنا أحمد بن العباس قال، قال يحيى بن معين ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك، ثم صالح بن كيسان، ثم معمر، ثم يونس، وقال يعقوب، صالح ثقة ثبت، وقال علي بن المديني كان صالح أسن من الزهري، ورأى ابن عمر، وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه، قال صالح أحب إلي من عقيل.
وكان ذلك لأنه حجازي، وهو أسن وقد رأى ابن عمر، وهو ثقة، وهو يعد في التابعين، وقال النسائي وابن خراش وغيرهما أنه ثقة، وروى معمر، عن صالح بن كيسان، قال اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم، فاجتمعنا على أن نكتب السنن، فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه، فقلت ليس بسنة، فقال بل هو سنة، فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت، وعن سفيان قال كان عمرو يحدث حديث صالح بن كيسان في نزول النبي صلى الله عليه وسلم، الأبطح يعني عن نافع مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة، قال ثم قدم صالح، فقال لنا عمرو، اذهبوا فسلوه عن هذا الحديث فذهبنا إليه، فسألناه.
وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال كان صالح بن كيسان، مؤدب ابن شهاب، فربما ذكر صالح الشيء، فيرد عليه ابن شهاب، فيقول حدثنا فلان، وحدثنا فلان بخلاف ما قال، فيقول له صالح تكلمني وأنا أقمت أود لسانك، وعن عبد العزيز الأويسي سمعت إبراهيم بن سعد، يقول جئت صالح بن كيسان في منزله، وهو يكسر لهرة له يطعمها، ثم يفت لحمامات له أو لحمام يطعمه، وفى النهايه هو الموت، الذى هو الحقيقة التى يدركها كل إنسان، والواقع الذى لا ينكره عاقل، فقد كتب الله على خلقه الفناء، ولله ذي العزة والجبروت البقاء، فلا بقاء إلا للملك الحى الذى لا يموت، وتوفى صالح بن كيسان فى عام مائه وأربعون من الهجره كما قيل ذلك .