الدكرورى يكتب عن فاطمة بنت الوليد ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
فاطمة بنت الوليد ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع فاطمة بنت الوليد، وقلت تصنع هذا بي من بين الناس، لتبدأن بي قبلهما، قال تجيرين المشركين؟ فخرج ولم يكَد، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يارسول الله، مالقيت من ابن أمّي عليّ، ما كدت أفلت منه، أجرت حموين لي من المشركين، فتفلت عليهما ليقتلهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما كان ذلك له، قد أجرنا من أجرتى وأمّنا من أمّنتى” فرجعت إليهما فأخبرتهما، فانصرفا إلى منازلهما، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضّلان في المُلاء المُزعفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا سبيل إليهما قد أمّناهما ”
فقال الحارث بن هشام وجعلت أستحي أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر رؤيته إياي في كل موطن مُوضعا مع المشركين، ثم أذكر بره ورحمته وصلته، فألقاه وهو داخل المسجد، فتلقاني بالبِشْر ووقف حتى جئته، فسلمت عليه وشهدت شهادة الحق، فقال ” الحمد لله الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام ” قال الحارث بن هشام فوالله مارأيت مثل الإسلام جُهل، وقد شهد الحارث بن هشام، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حُنينا وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم
قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعا على أبي بكر المدينة، فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلم عليهم ورحّب بهم وسُرّ بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام، وعن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر، أنها كانت في الشام تلبس الجباب من ثياب الخز، ثم تأتزر فقيل لها أما يغنيك هذا عن الإزار ؟ فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمر بالإزار، والسيده فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي، قد قتل أبوها باليمامة وأمها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوج فاطمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فولدت له سعيد، والوليد، ويقال إن اسمها هو أسماء، وقد قتل أبوها ببدر كافرا.
وعمتها هي فاطمة بنت عتبة، ورُوى عن السيده عائشة زوج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان تبنى سالما وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبه، وهو مولى لامرأة من الأنصار، وكما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، زيد بن حارثة، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه، وورث ميراثه، حتى أنزل الله عز وجل ” ادعوهم لأبائهم” فردو إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو، وهى امرأة أبي حذيفة القرشية العامرية، فقالت يا رسول الله، إنا كنا نرى سالما ولدا، وذكر الحديث أنها أرضعته.