أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

ميسون بنت بحدل الكلبية ” جزء 2″ 

الدكرورى يكتب عن ميسون بنت بحدل الكلبية ” جزء 2″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ميسون بنت بحدل الكلبية ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع ميسون بنت بحدل الكلبية، فكانت السيده ميسون بنت بحدل، أبوها هو بحدل بن أنيف وأمها هى أسده بنت أسيد وزوجها معاويه بن أبى سفيان وابنها يزيد بن معاويه ويقال كان لها بنت من معاويه تسمى أمة رب المشارق ولكنها توفيت صغيره، وقد كان هناك دور كبير للمسيحيين في الدولة الإسلامية وذلك فى عهد الأموية، والعباسية، وقد كان معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي الأول قد عين آلا سرجون، والنصارى في وظائف هامة في إدارة شؤون المالية، فوالد يوحنا الدمشقي يمكن اعتباره شغل منصب أول وزير مسيحي في عهد إسلامي، ويوحنا نفسه عين مربيا ليزيد بن معاوية ولغيره من أبناء الحليفة وبقي في منصبه حتى خلافة هشام بن عبد الملك حيث اعتزل، وأيضا يعتبر معاوية من اقرب خلفاء بني أمية الى المسيحيين.

وقد كان له عدد من الزوجات ربما كنت احظاهن عنده ميسون وهي عربية سورية من بني بحدل من قبيلة كلب، وكانت تحتقر حياة البلاط في دمشق وتؤثر عليها حياة البادية التي الفتها وكانت هي نصرانية سريانية، وإن سر التعايش بين المسلمين والمسيحيين العرب بدأ منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب عندما وافق لقبيلة تغلب النصرانية أن تدفع الزكاة أسوة بالمسلمين بدل الجزية، ومن ملامح هذا التعايش مشاركة النصارى العرب في معركة القادسية وفي بعض الحروب الصليبيية، ومن مظاهرها أن ميسون بنت بحدل الكلبي زوجة معاوية النصرانية كانت تتزيّن بالصليب، وفي ظل الدولة الأموية عاش المسيحيون أحلى أيامهم، فزوجة معاوية الخليفة الأموي الأول وأم ابنه يزيد كانت من مسيحيه.

وهي الشاعرة المعروفة ميسون بنت بحدل، ولذا كان المسيحيون يتمتعون بدعم حكومي حقيقي في ظل الدولة الأموية، وما يُغني عن كثير من القول، ذلكم أن معاوية بن أبي سفيان، تزوج ميسون وكانت ذات جمال باهر وحسن غامر، فأعجب بها معاوية وهيأ لها قصرا مشرفا على الغوطة وزينه بأنواع الزخارف، ووضع فيه من أواني الفضة والذهب ما يضاهيه، ونقل إليه من الديباج الرومي والموشى ما هو لائق به، ثم أسكنها مع وصائف لها كأمثل الحور العين، فلبست يوما أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت بما أعدّ لها من الحلي والجوهر الذي لا يوجد مثله، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها، وسمعت تجاوب الطير في أوكارها.

وشمت نسيم الأزهار ورائح الرياحين والنوار، فتذكرت باديتها وحنت إلى أترابها وأناسها وتذكرتء مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها بعض حظاياها ما يبكيك وأنت في ملك يضاهي ملك بلقيس، فتنفست الصعداء ثم أنشدت لبيت تخفق الأرواح فيه ، أحب إليّ من قصر منيف، ولبس عباءة وتقرّ عيني، أحب اليّ من لبس الشفوف، وأكل كسيرة فـي كسر بيتي، أحب إليّ من أكل الرغيف، وأصوات الرياح بكل فج، أحب إلى من نقر الدفوف، وكلب ينبح الطراق دوني ، أحب إلي من قط أليف، وبكر يتبع الأظعان صعب، أحب الي من بعل زفوف، وخرق من بني عمي نحيف، أحب الي من علج عنوف، خشونة عيشتي في البدو أشهى، الي نفسي من العيش الطريف.

فما أبغي سوى وطني بديلا، وما أبهاه مـن وطن شريف، فلما دخل معاويه عرفته احدى الوصيفات بما قالت ميسون فقال ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجا عنوفا؟ هي طالق ثلاثا، ثم سيرها الى اهلها في نجد، وكانت حاملا بابنه يزيد فولدته في البادية وأرضعته سنتين ثم أرسلته الى أبيه غير نادمه.