أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

خالد بن عبد الله القسري “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن خالد بن عبد الله القسري “جزء 2”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

خالد بن عبد الله القسري “جزء 2”

ونكمل الجزء الثاني مع خالد بن عبد الله القسري، وكان الزركلى من أشهر مؤلفاته كتاب الأعلام، وهو من أكبر كتب التراجم العربية في العصر الحديث، وقضى في تأليفه وتجديده نحو ستين عاما، إضافة إلى نحو عشره مؤلفات أخرى، منها ديوان الزركلي، الذي جُمعت فيه قصائده ونُشرت بعد وفاته، وأما عن خالد بن عبد الله، قد ولي مكة المكرمة ثم بعد ذلك ولي العراق والمشرق كله، وقد قيل أن أم خالد بن عبد الله البجلي، كانت نصرانية، لذلك كان يعير بها، وأحياناً أخرى كان يعير بجده شق، وقد كان في الجاهلية كاهنا، ويقول ابن الأثير كانت أم خالد نصرانية رومية، وقد ابتنى بها أبوه عبد الله، في بعض أعيادهم فأولدها خالدا وأسدا، ولم تسلم أمه فذمه الناس والشعراء، وصار يعير بها، والثابت بالمراجع بأن خالد.

هو حفيد الصحابيين يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي، وأسد بن كرز القسري البجلي، وأما عن يزيد بن أسد بن كرز البجلي، فهو ابن الصحابي أسد بن كرز بن عامر، وهو قائد يماني من الشجعان وذوي الرأي، وقد خرج مع بعوث المسلمين إلى الشام، فسكن دمشق وكان فيها من ثقات معاوية وخاصته، ولما حوصر عثمان بن عفان في المدينة، هب يزيد من دمشق لنجدته بأربعة آلاف فارس من بجيلة الذين بالشام، فوصلها بعد مقتل عثمان، وقد روى خالد بن عبد الله البجلي عنهم الحديث الشريف، بمسند أحمد بن حنبل، وكان لخالد بن عبد الله القسري البجلي دور مؤثر بأحداث مكة المكرمة والعراق وخراسان خلال تولى السلطة فيها حقبة من الزمن، ففي سنة أربعه وتسعين من الهجره، فقد قبض خالد بن عبد الله البجلي.

على التابعي سعيد بن جبير بمكة المكرمة، وأرسله إلى الحجاج بن يوسف الثقفي بالعراق فقتل، وكان سعيد بن جبير، وهو الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد، أبو محمد، ويقال أبو عبد الله الأسدي الوالبي، الكوفي، سعيد بن جبير الأسدي، وهو تابعي، وكان تقيا وعالما بالدين، وقد درس العلم عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، وهو حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، في المدينة المنورة، وقد سكن الكوفة ونشر العلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماما ومعلما لأهلها، وقد قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان ذلك بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية، ويقول المؤرخ الزركلي عندما كان خالد بن عبد الله البجلي أميرا للبصره بعث أخاه أمية بن عبد الله البجلي.

في جند كثيف لقتال أبي فديك الحروري وهو عبد الله بن ثور بن قيس التغلبي، ومن معه من الخوارج بعدما تغلبوا على البحرين وما والاها البحرين وهى الشريط الساحلي الشرقي لجزيرة العرب حتى منطقة كاظمة الكويتية، وفي عام مائه وخمسه من الهجره، ولاه هشام بن عبد الملك العراق والمشرق كله، وبعهده حدثت عدة حوادث وأحداث، منها خروج المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي في سنة مائه وتسعة عشر من الهجره، وقيامه بممارسة أعمال السحر والشعوذة، فتغلب عليه خالد البجلي وقتله، وقام بصلبه عبرة لغيره، ويقال أحرقه، وأما عن أبو فديك فهو عبد الله بن قيس بن ثعلبة التغلبي، وهو ثائر من الخوارج الحرورية، وقد اتبع في البداية نافع بن الأزرق، ثم تولى إمرة الخوارج بعد مقتل نجدة الحروري عام تسعه وستين من الهجره.

وكانوا يسيطرون على البحرين، وما جاورها أيام حكم عبد الله بن الزبير وهو الخليفة في الحجاز فى ذلك الوقت، وقد ثار أبو فديك عام اثنين وسبعين من الهجره، في البحرين، واستولى عليها، فأرسل له خالد بن عبد الله الأموي، أمير العراق، أخاه أمية على رأس جيش لكنه هُزم، فما كان من عبد الملك بن مروان وهو الخليفة في الشام، فى ذلك الوقت، إلا أن أرسل جيشا من عشرة الآلاف مقاتل فقضى عليه بعد أن حاصرهم في المُشقر وذلك في عام ثلاثه وسبعين من الهجره، وأما عن مقتل الجعد بن درهم، فكان خالد بن عبد الله هو الذي قبض على الجعد بن درهم، وعندما كان خالد القسري أميرا لمكة المكرمة صفح باب الكعبة والميزاب والأساطين بثلاثين ألف دينار وقد سيرها إليه الوليد بن عبد الملك وقيل إن باب الكوفة.