الدكرورى يكتب عن معاوية بن حديج الكندي “جزء 4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
معاوية بن حديج الكندي “جزء 4”
ونكمل الجزء الرابع مع معاوية بن حديج الكندي، وتشير بعض الروايات لمعاويه بن حديج، إلى أنه هو من قتل محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ابن الخليفة الراشد أبي بكر الصديق انتقاما من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، في حين أن مسؤولية محمد بن أبي بكر مختلف عليها إلا أنه من المتفق عليه أنه كان داخل بيت عثمان يوم مقتله كما روى شاهد العيان الحسن البصري فقال أنبأني وثاب، وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان بين يدي عثمان بن عفان، ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان طعنهما يومئذ يوم الدار وهى دار عثمان، فقال بعثني عثمان بن عفان، فدعوت له الأشتر، فجاء، وقال ابن عون أظنه قال فطرحت لأمير المؤمنين وسادة، وله وسادة، فقال عثمان بن عفان، يا أشتر، ما يريد الناس مني؟
قال ثلاث ليس لك من إحداهن بد، قال عثمان، وما هن؟ قال يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول “هذا أمركم فاختاروا له من شئتم”، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك، فقال أما من إحداهن بد؟ قال لا، ما من إحداهن بد، فقال أما أن أخلع لهم أمرهم، فما كنت لأخلع الله تعالى، فقال عثمان، وقال غيره أيضا، والله لأن أقدم فتضرب عنقي، أحب إلي من أن أخلع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بعضها على بعض، وقالوا هذا أشبه بكلام عثمان، وأما أن أقص من نفسي، فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان، وما يقوم بد في القصاص، وأما أن تقتلوني، فو الله لئن قتلتموني لا الذئبة بعدي أبدا، ولا تصلون بعدي جميعا أبدا، ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا، ثم قام فانطلق، فمكثا، فقلنا لعل الناس.
فجاء رويجل كأنه ذئب، فاطلع من باب ثم رجع، فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا، حتى انتهي إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمع وقع أضراسه، فقال ما أغنى معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت كتبك، فقال عثمان أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، فقال وثاب، فأنا رأيت استعداء رجل من القوم يعينه، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه أى في رأس عثمان، ثم قلت ثم مه؟ قال ثم تغاووا والله عليه، حتى قتلوه، وأما عن معاويه بن حديج، فإنه تعقب معاوية بن حديج محمد بن أبي بكر ويروي القصة ابن كثير أنه تفرق اصحاب محمد بن ابي بكر الصديق عنه ورجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر وذهب معاوية بن حديج في طلب ابن ابي بكر فمر بعلوج من الناس في الطريق.
فقال لهم هل مر بكم أحد تستنكرونه؟، قالوا لا، فقال رجل منهم إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة، فقال بن حديج هو ورب الكعبة فدخلوا عليه واستخرجوه منها وكاد يموت عطشا فأنطلق اخوه عبد الرحمن بن ابي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان قد قام معه إلى مصر فقال ايقتل أخي صبرا؟ فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن حديج ان ياتيه بمحمد بن ابي بكر ولا يقتله، فقال ابن حديج كلا والله، ايقتلون كنانة بن بشر واترك محمد بن ابي بكر؟ وقد سالهم محمد بن أبي بكر ان يسقوه شربة من الماء” فقال معاوية “لا سقاني الله ان سقيتك قطرة من الماء ابدا” فأدخله في جوف حمار ميت وأحرقه، وقد قال ابن تيمية وليس مروان أولى بالفتنة والشر من محمد بن أبي بكر ولا هو أشهر بالعلم والدين منه بل أخرج أهل الصحاح عدة أحاديث.
عن مروان وله قول مع أهل الفتيا واختلف في صحبته ومحمد بن أبي بكر ليس بهذه المنزلة عند الناس ولم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا اشهرا قليلة من ذي القعدة إلى أول شهر ربيع الأول فإنه ولد بالشجرة لخمس بقين من ذي القعدة عام حجة الوداع، وقال ابن سعد أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا أبو الأشهب وهو جعفر بن حيان قال أخبرنا الحسن البصري، قال لما أدركوا بالعقوبة ويعني قتلة عثمان بن عفان، فقد أخذ الفاسق بن أبي بكر وقد قال أبو الأشهب وكان الحسن لا يسميه باسمه إنما كان يسميه الفاسق، فأخذ فجعل في جوف حمار، ثم أحرق عليه، وبعضهم قال أن قاتله عمرو بن عثمان، ولما أخذ معاوية بن أبي سفيان مصر أكرمه ويعنى أكرم معاوية بن حديج، ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو بن العاص.
فانه ناب بها بعد أبيه سنتين ثم عزله معاوية وولى معاوية بن حديج فلم يزل بمصر حتى مات بها سنة اثنين وخمسين من الهجره، وقد قال ابن يونس، أنه مات بمصر في سنة اثنتين وخمسين من الهجره، وولده إلى اليوم بمصر، ومازال الحديث موصولا عن الدوله الأمويه .