أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

ميلانو الإيطالية تحترق بسبب مقتل رامى المصرى 

متابعه د/ على حرحش

ميلانو الإيطالية تحترق بسبب مقتل رامى المصرى 

احترقت مدينة ميلانو يوم الأحد 24 نوفمبر 2024 بعد مقتل الشاب المصري “رامى يحيى عواد الجمل” والذي يبلغ من العمر 20 عام ويعمل كهربائي

رامى ترك مصر سنة 2013 هو وأخيه  طارق يكبره بأربع سنوات وحضروا الى ايطاليا مع والدتهم بعد عمل دعوة الضم العائلى وكان والدهم يحيى قد سبقهم واستقر منذ عام 2007 بمدينة ميلانو وكان رامى وقتها سنه ثمانية سنوات وسرعان ما اندمج مع هذا المجتمع الجديد ولاقى الترحيب من الجميع بسمة لاتفارق وجهه ودسامة خلقه فا أحب الجميع وتبادلوا معه نفس المشاعر اضيف الى ذلك لقد خطف قلب أسرة ايطاليه (جوفاني – مانوله) فاعتبروا أحد أبناءهم فأصبح لديه أسرتين مصرية وإيطالية وكان يقوم بالأعمال الخيرية لمساعدة المحتاجين، ناهيك عن حب الجيران وقد اكتسب العديد من الاصدقاء ومع مرور الوقت تقدم رامي فى دراسته وانهى مرحلة الابتدائيه والإعدادية والتحق بمدرسة الصنايع قسم كهرباء وبعد حصوله على الدبلوم بدأ العمل فى مجال الكهرباء، لم يكمل دراسته الجامعية حتى يساعد العائلة ويكفي احتياجاته الشخصية، فكان يهتم بمظهره ولا يحرم نفسه من اى شىء، كان طموح ويحب الرياضه وخاصة كرة القدم وكان يعشق النادى الأهلى بمصر وشكل فريق كرة القدم وأطلق عليهم الشياطين الحمر أما بالنسبة لايطاليا فكان يشجع نادى اليوفينتوس الايطالى، وكان يشارك فى الأعمال المنزلية مع والدته، كمثل كل الشباب ينتظر عطلة نهاية الأسبوع ليقضي سهرته مع الأصدقاء فخرج مساء السبت، وعند العودة الأحد الساعة الرابعة صباحا، حدث ما لم يتوقعه أحد وحسب ما تناولته الصحف الايطاليه، نتحدث عن وسط مدينة ميلانو كان يوجد كمين روتيني فى شارع كارلو فاريني لمراجعة رخص القيادة وكذلك المركبات (سيارات موتوسيكلات) وقائدها اذا كان تعاطى الكحول أو المخدرات، وعندما ظهر موتسيكل وهو طراز TMAX كان على متنه شابين طلب منهم الوقوف وعلى غير المتوقع زاد سرعتهم ولازو بالفرار مما أثر الشك وبدات المطاردة من قبل (حرس الدرك الكارابينيري وهو تابع لوزارة الدفاع وهو من ضمن قطاعات الأمن مثل الشرطة) والتى انتهت الى وفاة إحداهما وهو شاب مصرى يبلغ من العمر 20 عامًا كان يجلس خلف السائق وهو شاب تونسي يبلغ من العمر 22 عاما والاخير أصيب ببعض الجروح وقد تم نقله إلى مستشفى سان كارلو في حالة خطيرة لاتهدد حياته وحاليا بغرفة الانتعاش وقد تم افاقته صباح اليوم، أما بالنسبة للشاب المصرى تم نقله إلى مستشفى بولكلينيكو بميلانو وهى من أكبر المستشفيات، وقد تم اتخاذ جميع الاجراءات اللازمه لاسعافه والتى بات بالفشل وللأسف فقد الحياة.

 

وقد وقع الحادث حوالى الرابعة صباحا في تقاطع شارع ريبامونتي مع شارع كوارانتا على ناصية أحد محطات الوقود وكان يتم بعض الإصلاحات مما أحال وصول الحادث إلى أحد ماكينات البنزين الا وكان قد أدى إلى حادث حريق، كل هذا بعد مطاردة طويلة على ما يبدو.

 

أما عن ملابسات وديناميكيات الحادث والمطاردة ليست واضحة نتيجة لنقص بعض المعلومات وعدم تجميعها.

ميلانو الإيطالية تحترق بسبب مقتل رامى المصرى 

وبحسب النتائج الأولية، فإن الشاب التونسي فارس بوزيد مواليد Vizzolo الايطالية والبالغ من العمر 22 عاما كان يقود الدراجه الناريه. ولم يتوقف الشاب عند نقطة تفتيش في شارع كارلو فاريني بميلانو، وبدأ في اندفاعة جنونية يعبر الطرق مروراً بوسط المدينة، وعدم التوقف فى إشارات المرور وتعريض حياة المشاة وسائقي السيارات الآخرين للخطر، ومن المحتمل أنه كان يسوق بدون ترخيص، لكن السبب الحقيقي لهروبه لم يعرف بعد، وكان متجه الى مكان مسكته بمنطقة كورفيتو بجنوب ميلانو وتسودها العديد من المساكن الشعبية وعندما أراد تعديل مساره فى طريق ريبامونتي، بالقرب من محطة البنزين، فقد السيطرة على الموتسيكل واصطدم على جانب الطريق بالرصيف والذى من خلفه سيارة الكارابينيري التى تحطمت هى الأخرى.

“””””””‘”””””””””””””””””””

طبعا كل هذه الأحداث وما تناقلته بعض الصحف وتشويه صورة الشباب اثار الغضب من أبناء الحي فى كورفيتو الذى يقع جنوب ميلانو ويجمع الكثير من الأجانب وكذلك أصدقائهم فقاموا بتنظيم مسيرة سلميه مساء الأحد معلنه على صفحات السوشيال وسرعان ما اندس فيها عناصر متشددة أدت إلى اندلاع الحرائق ومهاجمة السيارات ومركبات النقل العام وكان أحد قادة السيارات وهو مصرى حاول اختراق الصفوف وصدم أربعة أفراد اخطرهم بنت أربعة عشر عاماً، ولم يسيطر على الموقف الذى استمر ساعات بين كر وفر الا بحضور قوات متخصصة للحفظ الأمن. وأصبح حديث الساعة قضية رامى الجمل،

 

وقد خرج يحيى والده وإعلان فى وكالة الأنباء الإيطالية وتدولته جميع الصحف أنه يثق فى القضاء الايطالى نحن لا نريد الانتقام ولكن العدل ومعرفة الحقيقة،، ونحن نشجب كل اعمال الشغب التى حدثت ونحن بعيدونا كل البعد ونتمنى السلام للجميع،

 

وسع الإعلام الايطالى بسرعة نقل الخبر، وقد تواصل عمدة ميلانو “جوزيبي صاله” هاتفيا لمواساة الأهل ودعاهم لزيارته فى القصر الرئاسي بوسط ميلانو PALAZZO MARINO، وبعدها تواصل رئيس مقاطعة لومبارديا بشمال إيطاليا “اتيليو فونتانا” يعتذر له مما حدث وقام بتعزيتهم وأنه يساندهم لكل احتياجاتهم وسوف تذهب العائلة يوم الخميس 5 ديسمبر بمبنى المقاطعة للقائه،

 

ومن الجانب المصرى تواصل الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مقدماً تعازيه ووقوفه بجوار الأسرة فى مصابهم مع السلطات الايطالية، وقد وجه القنصلية العامة المصرية بميلانو، وكذلك ألسفارة المصرية بروما فور العلم بالواقعة بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص لمعرفة ملابسات واقعة الوفاة، فور الإنتهاء من التحقيقات.

 

وقد تواصل هاتفيا كل من السفير بسام راضي بالتعازي، وأنه يتابع الحادث منذ وقوعه، وعن قريب سوف يزور أسرة رامى بحضوره إلى ميلانو ، وكذلك سيادة السفيرة منال عبد الدايم القنصل العام للقنصلية المصرية بميلانو، وقد خصصت فريق عمل يتابع عن قرب كل مراحل التحقيقات، وعند الانتهاء سوف تحضر إلى منزلهم للتعزية.

 

 

نتابع اضافه لما حدث، فقد تقدمت الأسرة مصحوبة مع المحاميه BARBARA INDOVINA ومعه طبيب شرعي خاص بالأسرة إلى المشرحة صباح الجمعة 29 نوفمبر، للتعرف على الجثمان والقاء النظرة الأخيرة، وقد أسفرت نتائج تشريح جثمان *رامى الجمل* على الاتى:

 

-النتائج الأولية تكشف عدم وجود إصابة مميتة في الرأس. إحدى الفرضيات هي أن عامود إشارة المرور التي اصطدمت به وكسرتها سيارة الشرطة هي التي صدمت الضحية من الجنب. وبالنسبة لأخصائيي الطب الشرعي بمعهد الطب الشرعي بميلانو، الذين عينهم المدعي العام *ماركو سيريجليانو* لإجراء فحوصات التشريح، فإن سبب الوفاة يمكن أن يعزى إلى تمزق عميق في الشريان الأورطي تسبب فى نزيف داخلي سريع.

 

-ليس من الواضح ما إذا كان ذلك بسبب الاصطدام العنيف بالإسفلت أو لأن الشاب الملقى على الأرض ربما يكون قد صدمته إشارة المرور التي ضربتها سيارة الشرطة بعد لحظات قليلة وسقط على الأرض.

 

ولم يتم الكشف عن أي إصابة كبيرة في الرأس أو سحق في الجمجمة كما توقع المحققون بالنظر إلى أن الشاب كان يرتدى الخوذة أثناء الحادث والذى فقدها أثناء المطاردة في شارع سان برنابا بوسط ميلانو.

 

وقد وجه المدعي العام *ماركو سيريجليانو* إلى كل من فارس بوزيد قائد الدراجة النارية وانطونيو لينوتشي قائد سيارة الكارابينيري تهمة القتل لرامى الجمل ومازالت التحقيقات مستمرة، وقد أقرت الأسرة عند انتهاء التحقيقات والحصول على تصريح الدفن أن يتم مراسم تشييع الجثمان ودفنه بمقابر المسلمين بميلانو حيث يقيم الأسرة.

 

ويتقدم “على حرحش” إلى أسرة المرحوم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد، داعية المولى عز وجل أن يتغمده برحمته، ويلهم اسرته الصبر والسلوان.

ميلانو الإيطالية تحترق بسبب مقتل رامى المصرى