إسدال الستار عن أبشع جريمة قتل والتى اهتز لها المجتمع الايطالى.”جريمة صالون الحلاقة ..”.
كتب د/على حرحش
جنوة (إيطاليا) 07 نوفمبر 2024
كان من المتوقع صدور حكم محكمة الجنايات في جنوة صباح اليوم بتأييد الحكم بالسجن المؤبد مدى الحياة مع 18 شهرًا من الحبس الانفرادى أثناء النهار لكلاهما بتهمة قتل وتقطيع محمود عبد الله البالغ من العمر تسعة عشر عامًا والذي كان يعمل معهم في نفس محل الحلاقة، وهم متهمون بالقتل العمد مع سبق الإصرار والدوافع الدنيئة، والقمع المشدد وازدراء الجثة، وقد صدر الحكم ضد محمد علي عبد الغني علي، الشهير باسم (تيتو) وعبد الوهاب أحمد جمال كامل الشهير باسم (بوب) الذي قتل محمود عبد الله وكان عمره 19 عامًا، والذي كان يريد ترك عمله والإبلاغ عن أصحاب المحلات لأنه يتعرض للاستغلال، وفي 23 يوليو 2023 ثم قطعت أوصاله بقطع رأسه ويديه حتى لايمكن التعرف عليه ..
عقدت محكمة الجنايات في جنوة برئاسة القاضي “ماسيمو كوزاتي” بعد الردود المختصرة من الادعاء والدفاع، إلى قاعة المجلس لاتخاذ القرار بالسجن مدى الحياة. وكانت المدعية العامة “دانييلا بيشيتولا” طلبت الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، كاشفة أكاذيب المتهمين اللذين اتهم كل منهما الآخر طوال المحاكمة. وقال: “لم أر قط تعاونا أو تعاطفا أو ندما تجاه الضحية، بل محاولات لتحرف الحقيقة”. حاول أربعة محامى الدفاع عن (تيتو و بوب) وهم “سلفاتوري كالاندرا” و “إليسا ترافيرسو” و “كارلو مانتى” و “فابيو دي سالفو” بدورهم دعم حجج موكليهم من خلال الاحتجاج بالمسؤوليات المتضاربة. المتهمان متهمان بالقتل العمد وإخفاء جثة.
وإليكم إعادة بناء الجريمة وفقًا لما أعدته وحدة التحقيق التابعة لكارابينيري في جنوة بتنسيق من العقيد “ميشيل لاستيلا” أراد محمود ترك وظيفته في محل الحلاقة في سيستري بونينتي لأنه كان يتقاضى أجرًا زهيدًا وطلب استرداد الأموال المستحقة له. وعلي (صاحب محل الحلاقة) كان وقتها فى إجازة بمصر أيام القتل ولم يعد إلى إيطاليا، وكان وقتها (تيتو و بوب) هم الذين يديرون محلين الحلاقة نيابة عنه، لم يكونوا سعداء بهذا القرار. لقد كان مثالاً سيئاً للغاية، لأن الشباب العاملين الآخرين مثل محمود كان بإمكانهم أن يفعلوا الشيء نفسه ويقلده، وبالتالي كانوا سيفقدون السيطرة على الزبائن، لكن محمود كان مصمماً.
وفي اليوم السابق لجريمة القتل، كان الشاب محمود قد أجرى اختبارات في محل حلاقة جديد آخر افتتح للتو في بلدية “بيجلي” وكان سعيدًا، وقد نشر أيضًا بعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، مما ا مما اثار غضب (تيتو و بوب) ولم يظهرون النية المبيته وقد سهل لهم عملهم الاجرامى طلب محمود أن يستضيفه هذه الليلة نظرًا لانتقاله للعمل غداً بالمحل الجديد فى شارع “ميرانو” لأنه لايستطيع النوم فى “شارع فادو” لم يعد بإمكانه استخدامه والذي دفع الإيجار أصحاب المنزل وصالون حلاقة في سيستري، وفي صباح يوم الأحد حتى الساعة الثانية بعد الظهر، عمل مرة أخرى في مكان كان من المفترض أن يكون مكان عمله الجديد. لكنه اتصل بتيتو وبوب لاستعادة الأموال.
وبدلاً من ذلك استدرجوه إلى فخ مميت. لقد اشتروا سكينًا وساطورًا قبل فترة وجيزة وقتلوه في الشقة الواقعة في شارع فادو. ثم تم نقله على متن سيارة أجرة، بعد أن تم وضع جثة الصبي في حقيبة، وذهبوا إلى بلدية شيافاري (حيث كانوا يديرون محل حلاقة آخر) وأثناء الليل أخذوا الجثة إلى الشاطئ بعد أن تم فصل رأسه ويديه، وألقوها فى مصب أحد الانهار في البحر،
وقد اعترف الاثنان بالجريمة بشكل أساسي على الرغم من إلقاء جزء من المسؤولية على بعضهما البعض. كان تيتو على وجه الخصوص يقول دائمًا إن الشاب هو الذي لكمه وأنه في الشجار انتهى به الأمر فوق السكين، وهي إعادة بناء لا تتوافق مع الطعنات التي لحقت به، وبدلاً من ذلك ألقى بوب المسؤولية على تيتو.
الدور الأساسي لبداية التحقيقات هو الاكتشاف المروع ليد في البحر قبالة ساحل شيافاري، ثم اليد الأخرى على الشاطئ المقابل
وأخيراً جثمان لشاب بدون يد ومقطوع الرأس (والاخيره لن يتم العثور عليها أبدًا).
د.على حرحش (ميلانو – إيطاليا)