الواحة المفتوحة للفاحشة والإنحرافات السلوكية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 7 أكتوبر 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، لقد أمرنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بإتباع هدية وسنته، وإن هناك بعض الإرشادات النبوية الشريفة التي أرشد إليها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته، لتنجو من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها، وهي معرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأن الدجال أعور، والله ليس بأعور، وأنه لأحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه، مؤمنهم وكافرهم، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن أسماء الله وصفاته كلها توقيفية.
وإذا كنا قد علمنا أن أسماء الله وصفاته كلها توقيفية، فما معنى توقيفية؟ ومعنى توقيفية أي إن مصدرها الوحيد هو النصوص الواردة في وحيي التنزيل الكتاب والسنة وأنه لا يمكن الإستدلال عليها أو ثباتها بالعقل، فوجب على أهل الإيمان لزوم الأدب مع الله تعالي والوقوف عند حدوده وعدم تعديها، فلا يحل لمخلوق الخوض فيها إلا بالدليل المنصوص عليه في أية محكمة أو سنة صحيحة ثابتة، ولقد أتي غلينا في هذا الزمان أسلوب قوي للفساد وترويج الفتن ألا وهو وسائل الإتصالات الحديثه، وإن من أكبر مخاطر وسائل الإتصالات الحديثه في عصرنا الحالي هو نشر الشائعات وآثاره الفتن، حيث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي منبر لنشر الشائعات دون تثبت أو تدقيق بما يتناقله األفراد فيما بينهم، أو ما قد يترتب عليه من آثار سلبية وهناك من ضعاف النفوس من يستخدم أسلوب الإيحاء.
والتلميح لإثارة الفتن بسبب التخمين الخاطئ من قبل جمهور المتلقين أو إستخدام إسلوب المبالغة والتهويل في قراءة الأحداث والمواقف الإجتماعية والسياسية والإقتصادية لنشر الرعب والخوف بين الناس كما أن البعض يتعمد بنشر شائعات وصور مضللة وأسرار الآخرين بهدف الإنتقام أو الإبتزاز أو البحث عن الشهرة على حساب الآخرين، ومن الآثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي الحديث أنها أصبحت نافذة مفتوحة لبث السموم والفرقة بين أفراد المجتمع على حساب الوطن وإن المتتبع لهذه الوسائل يدرك مدى الإنحطاط الفكري والسلوكي والنفسي والطائفي والقبلي الذي تعالج به بعض القضايا الإجتماعية والسياسية لدى بعض مستخدمي هذه الوسائل إما بإيعاز من الخارج أو ألهواء وإضطرابات نفسية والنبالغ إن قلنا أن وسائل التواصل الإجتماعي.
ذكت روح التعصب الطائفي والقبلي بشكل أو بآخر، وقد ظهرت ثقافة حديثة يمكن تسميتها بالفزعة الألكترونية، وكل يدافع عن طائفته أو قبيلته دون إعتبار لما يترتب على ذلك من شق للوحدة الوطنية أو تماسك شرائح المجتمع لمجرد أن يكون الخبر يتعلق بالطائفة أو القبيلة نجد الفزعة والتداعي من كل مكان مع أن الأمر قد يكون حادثة فردية وهذا والشك وإن دل على شيء فإنما يدل على ضعف قيم والولاء والإنتماء للوطن، وكما أن من مخاطر وسائل الإتصالات الحديثه هو تهديد الوحدة الوطنية وتعزيز التعصب الطائفي والقبلي وشيوع ثقافة الإستهلاك والبذخ والتفاخر، ونسأل الله الكريم أن يجعلنا من المتصدقين المخلصين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المتصدقين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.