الجودة في غياب المضمون
بقلم/ أحمد حسن
اللعب على أوتار المشاعر والنفس يحتاج إلى ذكاء من نوع خاص فلا جدال بأن القلب له من الأدوات ما يمكنه من التحكم في العقل وطريقة التفكير فالعاطفة منبعها القلب وما يتعلق به القلب يتقبله العقل بكل عيوبه فيصدر إشارات للعين أن ترى الجمال رغم القبح وإشارات أخرى للأذن تسمع الحان تشبه أصوات العندليب رغم النشاذ الواضح وبرغم ذلك وفي عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي أصبح الأمر مختلف تماماً فالخداع واللعب على المشاعر قد اخذ أشكال مختلفة و تزييف المشاهد أصبح أكثر سهولة من قبل فقد تتعرض للخداع الالكتروني في أي وقت من خلال مواقع التسويق المختلفة بعرض سلعة رخيصة الثمن ورديئة الجودة ورغم ذلك تصر على خوض التجربة التي تنتهي بالسب المعلن لكل شركات التسويق وصب اللعنات علي الحياة وما ألت إليه من انعدام للخير والإخلاص في تلك المعاملات.
نجد أحد الأندية الكبرى قد أجرى صفقة سوبر ومن نوع خاص بشراء لاعب محترف بأسعار خيالية تقترب من سعر الفريق بأكملة وحين يؤدي اللاعب تجده دون المستوى بل ويوجد عناصر أخرى محلية أكثر إحترافية ومهارة ومستوى فني أعلى منه بكثير وعند النظر لتلك العملية التي تشبه خطط سرقة البنوك بالأفلام الأجنبية تجد مدير أعمال اللاعب قد قدمه بشكل لا يختلف كثيراً عن تلك السلع التي نقدم عليها من تلك المواقع الإلكترونية وانت تعلم تماماً حجم المخاطر والخسائر من مجرد إتمام عملية الشراء .
لك أن تجرب بنفسك وان تستمع إلى أغنية من أكثر الفنانين فشلاً وابغضهم صوت استمع إلى تلك الأغنية مرات عديدة تجد نفسك تردد تلك الأغنية بل تبحث عن غيرها وأصبحت من مريدى تلك الأغاني الهابطة وهذا ما أصيب به المجتمع من فساد للذوق العام السمعي والبصري والحسي أيضاً فبعد مشاهدة المذابح والحروب واعداد الضحايا تتبلد المشاعر أيضا بتكرار روية تلك المشاهد .
أصبح من السهل على أي احد أن يعرض منتجه الغير الجيد بل ويسوق له وينجح هذا العمل بمجرد زيادة عدد المشاهدات أو وإقبال المستهلكين على ذلك المنتج أصبح الخداع أداء خطره في ايادي من يجيد العمل بها واستخدامها لخداع الكثير بمجرد استخدام الحيل الشيطانية والتي اراحوا بها الشيطان نفسه فأصبح يمارس مهامه بتقنية الوسواس الرقمي أيضاً دون عناء ..