اوهام الهجرة العبر شرعية وتأثيره علي الأمن الإجتماعي
بقلم الدكتورة:رانيا الكيلاني
أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا
بين حين وآخر تطالعنا وكالات الأنباء والصحف بنبأ غرق مجموعة من الشباب المصري الطامح إلي الهجرة إلي أوروبا للعمل هذه الأيام
ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وسماسرة الهجرة غير الشرعية يتحصلون علي آلاف الجنيهات من الشباب الباحث عن فرصة عمل بحجة تسفيرهم إلي إيطاليا أو غيرها عن طريق مراكب متهالكة ثم
يقومون بإلقائهم في البحر ويتركونهم لمصائرهم في عرض البحار.وقد كثر الهالكون والغرقي والمطاردون في هذه الهجرة غير الشرعية, كما كثر فيها النصب والاحتيال من جانب عصابات التهجير, وزادت احتمالات الهلاك لدي أصحاب الهجرة غير الشرعية,
, إن هؤلاء الشباب يعرضون أنفسهم لكثير من المخاطر, ويقعون في خطأ كبيرلأنهم يجازفون بأعمارهم ويقتحمون المخاطر علي أساس أنها حقائق مع أنهاأوهام, والمؤمن الحقيقي لا يكون كذلك, بل هو كيس فطن فهو لا يقدم علي
السفر إلي أي منطقة إلا إذا كان لديه مستند حقيقي للسفر, وما يفعله هؤلاء فهو إلقاء بالنفس إلي التهلكة وهذا أمر قد نهانا الله عنه لأنه لا يجوزلعاقل أن يعرض نفسه لخطر قائم علي الوهم, كما أن هؤلاء الشباب يضيعون اموالهم ويجعلون هذه الأموال فريسة لأولئك الذين فقدوا ضمائرهم وغرروا بهم, ونقول لهؤلاء لو أننا أخذنا الحذر عملا بقوله تعالي:( وخذوا حذركم)
لما وقعنا في تلك المشكلة, كما أننا لو حكمنا عقولنا فإننا من الممكن أن
نستفيد بالأموال التي قد نعطيها لأولئك الذين فقدوا ضمائرهم في البداية بمشروعات ولو كانت بسيطة في الأماكن التي نقيم فيها بين أهلنا وأصدقائنافإن هذا سيكون أجدي وأنفع, بل إن هؤلاء الأهل والأصدقاء قد يكونون وسائل
عون لنا علي النجاح فيما نقوم به من أعمال, ويجب أيضا أن نعلم أن كثيرامن الذين نجحوا لم يبدأوا إلا بدايات صغيرة وبسيطة وبالصبر والتحمل نجحواوأصبحوا من المشهورين, وذلك مصداقا لقوله تعالي:( إنما يوفي الصابرون
أجرهم بغير حساب), فعلي العاقل أن يصبر وأن يبدأ بعمل ولو بسيطا
الهجرة غير الشرعية فيها مخالفة لأمر الحاكم وإذنه, وطاعة الحاكم واجبة في غير معصية, قال تعالي:( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) كما أن الفقهاء يرون أن للحاكم تقييدا مباحا, فالهجرة وإن كانت مباحة شرعا فإن للحاكم تقييدها بشروط, فإذا خولفت تلك الشروط كانت معصية,
أما من مات في أثناء هذه الهجرة, فإنه لا يعتبر منتحرا شرعا, لأنه لم
يباشر قتل نفسه, وكان يغلب علي ظنه النجاة, والأحاديث الواردة في هذا الباب تفيد أن المنتحر هو من باشر قتل نفسه عن عمد, ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي, صلي الله عليه وسلم, قال:( من تردي من جبل فقتل
نفسه فهو في نار جهنم يتردي فيها خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن تحس سما فقتل نفسه, فسمه في يده, يتحساه في نار جهنم, خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالد مخلدا
فيها أبدا) وهو صريح في أن المنتحر هو الذي باشر قتل نفسه عن عمد لذا يجب القضاء علي سماسرة الهجرة غير الشرعية من الذين يقومون بالحصول علي
آلاف الجنيهات من الشباب, وتغيير القوانين لتشديد العقوبات علي الهجرة غير الشرعية لتضييق الخناق لمحاصرة هذه الظاهرة
يجب علي الشباب لضرورة إتباع القوانين والطرق المشروعة للهجرة وعدم المجازفة بإلقاء أنفسهم إلي التهلكة وضرورة إتباع نظام البلد وعدم خرق القوانين. وأن تجد الدولة حلا لمشكلة البطالة حتي لا نترك الشباب فريسة لليأس, وإنشاء المشاريع الكبري التي تحفظ حياة وكرامة أبنائنا وحتي لا نصدم يوميا بحوادث غرق مراكب الهجرة غير الشرعية والتي يروح ضحيتها خيرة
الشباب ولذلك يجب علي مجلس النواب والشيوخ سن قانون يحاكم سماسرة الهجرة غير الشرعية وتقديمهم للعداله بسرعة وتوقيع أقصي العقوبه عليهم. وذلك حفظا للنفس البشريه وحفظ الأمن الإجتماعي