بقلم أحمد حسن – كاذبون رغم ذلك

كاذبون رغم ذلك..

كتب / أحمد حسن 

الصدق مع النفس دائما يعتبر من أهم الصفات التي يحظي بها القليل من الحكماء والتي تلوذ بصاحبها الي القرارات الصحيحة والتي تتطلع دائما نحو التطوير وقبول الهزائم والانكسارات بشكل يتيح لها الإستمرار الي ما هو افضل علي عكس نماذج ممن يجيدون رسم المشاهد الوهمية ليخدعوا بها أنفسهم فتصدقهم وينتقلوا لمرحلة اسهل وهو خداع الآخرين لتكتمل الصورة الذهنية عند اقارنهم بأنهم هم الافضل والأصح بال والقدوة الحسنة لهم .

فئة من البشر علي اتم الاستعداد للكذب علي أنفسهم والاخرين بما يحفظ البرستيج والحفاظ علي مكانة الآنا بين المقربين اتذكر أن أحدهم قد اتصل به أحد الأقارب ليخبره عن نتيجة ابنه في الثانوية العامة فيجيب بكل ثقة يكسوها الآسي الحمد لله ابني حصل علي مجموع99.9 وهو في الحقيقة قد رسب في أغلب المواد،وأخر افتتح مشروعه الكبير وبرغم الخسارات الفادحة يصرف علي ذلك المشروع لكي يثبت نجاحه المنقطع النظير لحماية لقب المعلم والحاج وصاحب المحل ،وهي سعيدة جدا مع شريك حياتها وهو أيضا أمام الجميع بعد قصة غرامية مليئة بالمغامرات حتي انتهت بالزواج فأصبح من المقرر أن يثبتوا للعالم أنهم احدث الروايات الأسطورية بصور وتويتات علي منصات التواصل لكي يضرب بها المثل كقصص الحب الملهمة والتي انتهت بالفشل والتي لا تختلف كثيرا عما يعانيه كلا منها في الحقيقة ..

ينتهي المطاف بتلك الشخصيات عادة الي مصحات العلاج النفسي ونظرات الشفقة التي برعوا في الهروب منها طوال الوقت من ممارسة التمثيل وخلق روايات تشبع غرورهم ونظرة الناس لهم .

وعلي ذلك يتضح أن الاتزان النفسي والتفكير بشكل إيجابي عند التخلي عن الاهتمام لنظرات الناس والمجتمع ومصارحة النفس بالحقيقة ووضعها في قالبها الصحيح فتذكر دائما أن ذاكرة العوام ثلاث ايام فتلك مدة غير مقلقة لكي ينسي الناس اخفاقاتك بل ونجاحاتك التي تراها هي الاعظم.