نفس غير سوية
بقلم الكاتبة/ زينب مدكور عبد العزيز
الموضوع اللي هنتكلم عنه مهم وبيمس جانب نفسي كبير في حياة الناس .
في ناس بتعيش حياتها بتفكير مفرط إن في حد دايمًا بيراقبها أو حاسدها على نجاحاتها أو حتى حياتها اليومية .
المشكلة دي ممكن توصل لمرحلة مرضية، اسمها “البارانويا” أو اضطراب الارتياب . الاعتقاد بأن “الناس بتبصلي وتراقبني” هو شعور منتشر بين ناس كتير، وبيزيد في وقت السوشيال ميديا والظهور المستمر على الإنترنت، لكن الحقيقة هي إن الناس مش مهتمة بالحياة الفردية لحد بالشكل اللي البعض بيعتقده .
الناس عمومًا مشغولة بنفسها وبمشاكلها الشخصية، ومش دايمًا عندهم الوقت أو الطاقة إنهم يركزوا على تفاصيل حياة غيرهم . لما حد يكون متمسك بفكرة إن في ناس “حاسدة” أو “بتبصله في حياته”، ده ممكن يكون نتيجة لتفسيرات داخلية لشعوره بعدم الأمان أو النقص .
الخوف من الحكم أو الانتقاد بيكون أحيانًا إسقاط على الآخرين لما الشخص يكون غير واثق من نفسه أو شايف إنه مش كافي .
المشكلة الحقيقية مش في “الناس اللي بتبص”، لكن في التصور الذهني ده اللي ممكن يتطور لوسواس أو اضطراب نفسي. في الحالة دي، الحل هو مواجهة الحقيقة والتفكير المنطقي .
الناس مش بتقضي حياتها مركزة في غيرها بالشكل اللي الشخص ممكن يتخيله،
وكتير من الأفكار دي بتكون نابعة من العقلية السلبية وعدم الثقة .
المساعدة النفسية مطلوبة لو الفكرة دي وصلت لمرحلة إنها بتأثر على الحياة اليومية والعلاقات .
العلاج النفسي أو الحديث مع مختص ممكن يساعد في فهم الأساس الحقيقي للمشكلة ومعالجتها بشكل صحي .
كمان الشخص اللي بيمر بالتجربة دي بيكون فعلاً مسكين، لأنه بيعيش في عالم من الأوهام اللي بيبنيها بنفسه وبيتصور إن كل الناس حواليه بيبصوله بعين الحقد أو النقد .
ده بيخليه في عزلة نفسية واجتماعية، حتى عن الناس اللي بتحبه بصدق وبتسأل عليه للاطمئنان .
بدل ما يشوف اهتمامهم كعلامة على الحب والرعاية، بيتصور إنه تدخل في حياته أو محاولة للسيطرة عليه، وده بيخليه يشك في نواياهم .
العزلة اللي بيدخل فيها الشخص ده بتكون مؤلمة، لأنه بيبعد عن الناس اللي ممكن تكون فعلاً داعمة ليه ومهتمة بيه بشكل حقيقي . زي ما يكون بيبني حواجز حوالين نفسه، خوفاً من إن حد يقرب أو يحاول يشوف الحقيقة اللي هو مش قادر يشوفها .
الغريب إن الشخص في الحالة دي بيكون في احتياج حقيقي للدعم والمساندة، لكنه بيرفضه بسبب شكوكه وأفكاره الخاطئة .
النتيجة بتكون إن الشخص بيلاقي نفسه وحيد في نهاية الأمر، وده بيساهم في تفاقم حالته النفسية .
الوحدة بتزيد من مشاعره السلبية وتخليه أكتر حساسية لأي تصرف من الآخرين .
وكلما زادت العزلة، زادت الأفكار السلبية والبارانويا، وكأنه في دائرة مفرغة بتزيد من معاناته .
في النهاية الشخص اللي بيمر بالحالة دي بيكون محتاج جداً ليفهم إن الناس اللي بتحبه مش كلهم بيراقبوه أو بيحسدوه، لكن في ناس فعلاً بتهتم بيه وعايزة تطمئن عليه . لو قدر يتخلص من الأفكار دي، هيلاقي إن في حياة أكتر سعادة وراحة في انتظاره، بعيداً عن الشكوك والأوهام.