الرجل والضفدع
بقلم/ محمد الكعبي
قصة قراءتها فأحببت أن انقلها واعلق عليها :
يحكى أنه كان هناك رجلاً يشتكي دائمًا من وجود ضفدع في بطنه، وقد نصحه الجميع بزيارة الطبيب لمعرفة ذلك الأمر الغريب الذي يشتكي منه، وبالفعل ذهب الرجل إلى الطبيب الذي أكد له أنه لا يعاني من أي شئ ولا يوجد أي ضفدع في بطنه على الإطلاق، فأنكر الرجل عليه قائلاً له: أنت طبيب فاشل، أنا متأكد من أن هناك ضفدعًا في بطني وأنا اسمع صوته كل يوم، فتعجب الطبيب من أمره ويأس من محاولات إقناعه أنه لا يوجد ضفدع في بطنه على الإطلاق.
وعندما ذهب الرجل إلى طبيب آخر قال له نفس الكلام الذي قاله الطبيب الأول، وتكرر الأمر عندما ذهب الرجل إلى الكثير من الأطباء، ولكن ذلك كان دون جدوى فيأس الرجل وبدأت صحته تتدهور كثيرًا يومًا بعد يوم حتى جاءه صديقه ذات يوم يخبره أن هناك طبيبا مشهورا بمهارته وقدرته على علاج الأمراض بجميع أنواعها، ففرح الرجل كثيرًا وقرر الذهاب إلى ذلك الطبيب لعله يستطيع إخراج الضفدع المزعوم من بطنه، وبالفعل ذهب الرجل إلى الطبيب قائلاً له:
هناك ضفدع في بطني وقد تدهورت صحتي ولم يفلح أي طبيب من اخراجه حيث أن جميعهم قالوا لي أنه لا يوجد ضفدع في بطني على الرغم من أنني أشعر بحركته وأسمع صوته، وعندما فحصه الطبيب لم يجد ضفدعًا في بطنه بالفعل وعندما هم أن يقول له ذلك فكر قليلاً قائلاً لنفسه: إذا قلت له أنه لا يوجد ضفدع في بطنه ربما لن يقتنع بذلك وسوف يشوه سمعتي أمام الناس، لذلك قال الطبيب للرجل أنه بالفعل هناك ضفدع في بطنك يؤثر على صحتك لذلك فنحن في حاجة لإجراء عملية جراحية بسيطة لإخراج الضفدع.
وحينها شعر الرجل بفرحة كبيرة قائلاً للطبيب: أنت حقًا طبيب ماهر وذكي أخيرا وجدت طبيبا يستطيع علاجي، ثم وافق الرجل على إجراء العملية الجراحية فورًا حتى يستريح من هذا الضفدع الذي يزعم وجوده، فقام الطبيب بتخديره وطلب من الممرضات إحضار ضفدع صغير وعندما أفاق الرجل من تخديره قال له الطبيب:
لقد نجحت العملية واستطعنا اخراج الضفدع من بطنك اخيرًا ! ثم اخرج الطبيب الضفدع وأراه اياه، ففرح الرجل فرحا كبيرا وأشاد بعلم الطبيب وخبرته التي لا مثيل لها، وبدأت صحته تتحسن تدريجيًا وشعر براحة كبيرة!.
العبرة: الكثير منا يكون أسيرا ومكبلا بالفكر المغلوط ويقيد نفسه بقيود نفسية تمنعه من التفكير والتخلص من الترسبات فيعيش الوهم وتتحكم بمصيره الاراجيف والخرافات ولايحاول ان يتخلص منها فيكون حبيس تلك الاوهام فالبعض من الناس من يعيش حالة الضعف والهوان وآخر يكون اسير شهواته ورغباته وهناك من يفقد هويته بل يهب شخصيته لغيره لأنه يتصور انه لا شيء من دون فلان أو علان وهناك من يعتقد أن وجوده مرتبط بغيره من العناوين، وما يجري على الفرد يجري على المجتمع فيعيش الوهم فيقيد نفسه بقيود وهمية تمنعه من التفكير ويعتقد انه لايملك القدرة على الخلاص من البؤس والفشل فيعيش بنظرية الايمان بالامر الواقع على الرغم من امتلاكه للمقومات الكافية للنجاح فيكون أسيراً لغيره منصاعا لأوامره فيعيش مسلوب الارادة فاقدا للكرامة قد منح الاخرين الرخصة بالتحكم بمصيره وبمقدراته.