أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

مشروعية صلاة الجنائز ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الجنائز ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

مشروعية صلاة الجنائز ” جزء 1″

إن الموت هو أمر يكرهه الكثيرون من الناس، ولا يحب كثير من الناس سماعه، بل ويشردون عن مجالسه شرود البعير الضال عن أهله، والناس يفرون من ذكر الموت، ويفرون من الموت، ويحسب الإنسان أنه إذا خنس من الموت بوسيلة، أنه قد فر منه، وأنه لن يقع فيه، وإذا هو يفر من سماع مواعظ الموت، لأنها تقطع عليه لذات الدنيا، وتجعله يعيش في مخاوف عظيمة، لذلك ترى أكثر الناس لا يحبون سماع مثل هذه المواعظ، فيجب علينا أن نعلم أن الحياة الدنيا هى متاع الغرور، وكل شيء إلى الله صائر، ولا يبقى إلا وجه الله العظيم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم البشر، وأحب خلق الله إلى الله، وعظه الله سبحانه وتعالى، بالموت فقال له “إنك ميت، وإنهم ميتون” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ” حق المسلم على المسلم خمس، رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ” وهذا الحديث متفق عليه، وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” حق المسلم على المسلم ست، إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمدالله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ” رواه مسلم، وسوف نتكلم عن صلاة الجنازة في الإسلام، وهي صلاة تصلى على الميت، وهي فرض كفاية، ومن المتفق عليه بين أئمة الفقه، هو أنها فرض كفاية، وذلك ” لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بها ولمحافظة المسلمين عليها ” روى مسلم والبخاري، وكيفيتها فهي صلاة على الميت، يصليها المرء وهو قائم فلا ركوع فيها ولا سجود، وإن كان مأموما اقتدى بالإمام الذى يؤم المصلين بها.

وكيفيتها هي أربع تكبيرات، فالتكبيرة الأولى أن يكبر ثم يقرأ الفاتحة، وهى فاتحة الكتاب، والتكبيرة الثانية، ثم يكبر التكبيرة الثانية ثم يقرأ النصف الأخير من التشهد، وهى الصلاة الإبراهيمية، والتكبيرة الثالثة، ثم يكبر التكبيرة الثالثة ثم يدعو للميت بما شاء من الأدعية، ومنها ” اللهم اغفر له وارحمه، اللهم وسع مدخله، اللهم اكرم نزله، اللهم مد له في قبره مد بصره، اللهم ابدله دارا خيرا من داره، واهلا خيرا من اهله، اللهم اعف عنه اللهم ارحمه، أو يقل اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، وهذا عام للرجل والمرأه، واللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له إن كان الميت ذكر، أو اللهم اغفر لها، أو يريد الميت اللهم اغفر له أو يريد الجنازة يقول اللهم اغفر لها، كله جائز.

وإذا عرفه قال اللهم اغفر لفلان، أو عرفها وقال اللهم اغفر لفلانة، وكله طيب حسن، واللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وافسح له في قبره ونور له فيه، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته أنت أهل الجود والفضل، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده واغفر لنا وله، والتكبيرة الرابعة، ثم يكبر التكبيرة الرابعة ثم يقول “اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله” ويدعو للميت ولجميع المسلمين وينهي صلاته بالتسليم، وأما عن حكم تكفين الميت، فغسل الميت فرض كفاية ثم يكفن بعد ذلك.

ويُكفن الرجل في ثلاث قطع، والمرأة في خمس قطع، والسنة التكفين بقطع بيضاء، وتحل عنه العُقد في القبر، وأما عن كيفية صلاة الجنازة ؟ فالصلاة على الجنازة فرض كفاية، وهى بمعنى إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين، وأيضا يسن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل متجها إلى القبلة، وعند وسط المرأة ” لفعله صلى الله عليه وسلم” رواه أبو داود، ومن السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين، ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكانا فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره، ويسن أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة، لفعله صلى الله عليه وسلم، أخرجه الدار قطني بوجود إسناده الشيخ ابن باز كما في فتاواه، وأن يكبر الإمام أربع تكبيرات.