الدكرورى يكتب عن والى الأندلس عبد الرحمن الغافقي ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكــــرورى
والى الأندلس عبد الرحمن الغافقي ” جزء 1″
مع الخلافه الأمويه ومع والى كان يحكم للدوله الأمويه فى الأندلس وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن مخش بن زيد بن جبلة بن ظهير بن العائذ بن عائذ بن غافق بن الشاهد بن علقمة بن عك بن عدنان، وأما عن عك بن عدنان، فهو عك بن عدنان بن أد، وهو جد قديم من أجداد العرب، حيث تعود أنساب عدة قبائل إليه وقد اختلف القول فيه إلى قولين، وهما القول الأول بعدنانيته، وقيل عك بن الديث بن عدنان بن أد بن أود بن الهميسع بن يشجب بن نبت بن جميل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن أشوع بن أرعوش بن فالخ بن عابر، بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، بن أزد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وقد قال الإمام ابن كثير عنه، أنه قد تزوج عك في الاشعريين وسكن في بلادهم من اليمن.
فصارت لغتهم واحدة، فزعم بعض أهل اليمن أنهم منهم، فيقولون عك بن عدنان بن عبد الله بن الازد بن يغوث، وأما عن عبد الرحمن الغافقى، فهو أبو سعيد عبد الحمن بن عبد الله الغافقي العكي، وهو والي الأندلس لمرتين، وأما الأولى فكان عندما قدمه أهل الأندلس واليا عليهم بعد مقتل الوالي السمح بن مالك الخولاني، إلى أن حضر الوالي المعين من قبل الدولة الأموية عنبسة بن سحيم الكلبي وكان ذلك في عام مائه وثلاثه من الهجره، وأما عن المره الثانية، فكانت بتكليف من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب عام مائه وثلاثة عشر من الهجره، ويعد عبد الرحمن الغافقي من التابعين فقد روي عن عبد الله بن عمر، وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض، وأورده أبو داود ومحمد بن ماجة في كتابهما، وقد وصفه الحميدي في كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس.
قائلا كان رجلا صالحا، جميل السيرة في ولايته، عدل القسمة في الغنائم، وقد كان عبد الرحمن قائد بارع، وقد ظهرت قدراته العسكرية في نجاحه في الانسحاب بجيش المسلمين المهزوم في طولوشة، كما أجمعت النصوص اللاتينية عن قدراته الحربية وكانت له أيضا مهاراته الإدارية، فنجح في إعادة الوئام بين العرب المضرية واليمانية وجمع كلمتهم، حتى عده المؤرخون أعظم ولاة الأندلس، وكما ارتبط اسمه بقيادة المسلمين في معركة بلاط الشهداء الشهيرة وهى تُعرف أيضا باسم معركة تور أو معركة بواتييه، والتي انتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي، وقد شارك في معركة تولوز مع السمح بن مالك الخولاني التي هُزم فيها المسلمون أمام قوات أودو دوق أقطانيا.
وكان بعد الهزيمة، انسحب بالقوات وتولى الأندلس إلى أن قدم عنبسة بن سحيم الكلبي، وخلال تلك الفترة القصيرة، استطاع عبد الرحمن الغافقى، أن يخمد بوادر التمرد في الولايات الشمالية، وكما ثبّت وضع المسلمين في القواعد التي استولى عليها المسلمون في سبتمانيا، أما عن الفترة التي تلت تلك الولاية، فقد نقل المؤرخ شكيب أرسلان عن السياسي والمؤرخ عبد العزيز الثعالبي حيازته لوثائق تؤرخ لحملة بحرية على جنوب أوروبا أرسلها إسماعيل بن أبي المهاجر والي أفريقية عام مائه وخمسه من الهجره، بقيادة عبد الرحمن الغافقي، وأما عن إسماعيل بن أبي المهاجر، فهو أبو عبد الحميد إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وهو تابعي وفقيه، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وكان والي إفريقية في خلافة الخليفه الراشد عمر بن عبد العزيز.
وقد حققت نجاحات في إيطاليا، وأما عن المؤرخ شكيب أرسلان، فهو كاتب وأديب ومفكر عربي لبناني اشتهر بلقب أمير البيان بسبب كونه أديبا وشاعرا بالإضافة إلى كونه سياسيا، وكما كان يجيد اللغة العربية والتركية والفرنسية والألمانية، وقد التقى بالعديد من المفكرين والأدباء خلال سفراته العديدة مثل جمال الدين الأفغاني وأحمد شوقي، وبعد عودته إلى لبنان، قام برحلاته المشهورة من لوزان بسويسرا إلى نابولي في إيطاليا إلى بور سعيد في مصر واجتاز قناة السويس والبحر الأحمر إلى جدة ثم مكة وسجل في هذه الرحلة كل ما راه وقابله، وكان من أشهر كتبه الحلل السندسية، ولماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم والارتسامات اللطاف، وتاريخ غزوات العرب، وعروة الاتحاد، وحاضر العالم الإسلامي، وغيرها، ولقد لقب بأمير البيان لغزارة كتاباته.
ويعتبرشكيب أرسلان واحدا من كبار المفكرين ودعاة الوحدة الإسلامية والوحدة والثقافة، وأما عن عبد العزيز الثعالبي فهو زعيم تونسي سياسي وديني، وهو من القليلين الذين زاوجوا بين السياسي والديني، وبين المحلي والإقليمي والعالمي في عملهم، للتخلص من الاحتلال وظلمه والرفعة بالمجتمع والرقي به في الوقت ذاته، فقد كان في تونس قطبا ومناضلا بارزا ضد الاحتلال الفرنسي، فهو كما يوصف بأنه داعية الإصلاح والتجديد والمقاومة ما جعله عرضة للنفي والترحال في سبيل دعوته ومبادئه، وأما عن عبد الرحمن الغافقى فقد بدأ عبد الرحمن ولايته الثانية بالمصالحة بين العرب المضرية واليمانية وجمع كلمتهم، بعد أن التهبت الأمور ودبت روح النزاعات القبلية بينهما، نتيجة تحيّز بعض الولاة المتعصبين للمضريين على حساب اليمانيين.