الدكرورى يكتب عن والي المدينة عثمان بن حيان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
والي المدينة عثمان بن حيان ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع والي المدينة عثمان بن حيان، فقد جعل يمر عليه من يريد الجهاد، فيستشيره الشام أحب إليك أم العراق ؟ فيقول الشام أحب إلي، إني رأيت العراق داء عضالا، وبها فرخ الشيطان، والله لقد أعضلوا بي، وإني لأراني سأفرقهم في البلدان، ثم أقول ” لو فرقتهم لأفسدوا من دخلوا عليه بجدل وحجاج، وكيف ؟ ولم ؟ وسرعة وجيف في الفتنة، فإذا خبروا عند السيوف، لم يخبر منهم طائل، ولم يصلحوا على عثمان، فلقي منهم الأمرين، وكانوا أول الناس فتق هذا الفتق العظيم، ونقضوا عرى الإسلام عروة عروة، وأنغلوا البلدان، والله إني لأتقرب إلى الله بكل ما أفعل بهم، لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم، ثم وليهم أمير المؤمنين معاوية، فدامجهم فلم يصلحوا عليه، ووليهم رجل الناس جلدا، فبسط عليهم السيف.
وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبرهم وقد عرفهم ” أيها الناس، إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الأمن، ولا رأينا حلسا قط شرا من الخوف، فالزموا الطاعة، فإن عندي يا أهل المدينة، خبرة من الخلاف، والله ما أنتم بأصحاب قتال، فكونوا من أحلاس بيوتكم، وعضوا على النواجذ، فإني قد بعثت في مجالسكم من يسمع، فيبلغني عنكم أنكم في فضول كلام، غيره ألزم لكم، فدعوا عيب الولاة، فإن الأمر إنما ينقض شيئا شيئا، حتى تكون الفتنة، وإن الفتنة من البلاء، والفتن تذهب بالدين وبالمال والولد ” وقد قال القاسم بن محمد لقد صدق عثمان في كلامه هذا الأخير، إن الفتنة لهكذا ” من تاريخ الطبري ” وقد قال ابن عساكر، عن عثمان بن حيان المرى، وكان في سيرته عنف.
وعن ابن شوذب أنه قال الحجاج بالعراق، ومحمد بن يوسف باليمن، وعثمان بن حيان بالمدينة، وقرة بن شريك العبسي بمصر، امتلأت والله الأرض جورا، وقد ولي عثمان بن حيان، غزو الروم بالصائفة أثناء خلافة يزيد بن عبد الملك وهى غزوة الصيف، وكانت سنة مائه وثلاثه من الهجره، وغزا مدينة قيصرة في بلاد الروم سنة مائه وأربعه من الهجره، وقد تولى أبنه رياح بن عثمان بن حيان المري ولاية المدينة في زمن العباسيين أبان خلافة أبو جعفر المنصور في سنة مائه وأربعه وأربعين من الهجره، وفى الحديث عن عثمان بن حيان، قيل أنه أتى القائد قتيبة إلى كاشان وهى مدينة فرغانة وأتاه الجنود الذين وجههم إلى الشاش وقد فتحوها وحرقوا أكثرها وانصرف قتيبة إلى مرو.
وكتب الحجاج إلى محمد ابن القاسم الثقفي أن وجه من قبلك من أهل العراق إلى قتيبة ووجه إليهم جهم ابن زحر بن قيس، فإنه في أهل العراق خير منه في أهل الشأم وكان محمد وادا لجهم ابن زحر فبعث سليمان بن صعصعة وجهم بن زحر فلما ودعه جهم بكى وقال يا جهم إنه للفراق قال لا بد منه قال وقدم على قتيبة سنة خمسه وتسعين من الهجره، وفى هذه السنة قدم عثمان بن حيان المري المدينة واليا عليها من قبل الوليد بن عبد الملك، وذكر الخبر عن ولايته قد ذكرنا قبل سبب عزل الوليد عمر بن عبد العزيز عن المدينة ومكة وتأميره على المدينة عثمان بن حيان فزعم محمد بن عمر أن عثمان قدم المدينة أميرا عليها لليلتين بقيتا من شوال سنة أربعه وتسعين من الهجره،
فنزل بها دار مروان وهو يقول محلة والله مظعان المغرور من غر بك فاستقضى أبا بكر بن حزم قال محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه قال رأيت عثمان بن حيان أخذ رياح بن عبيد الله ومنقذ العراقي فحبسهم وعاقبهم ثم بعث بهم في جوامع إلى الحجاج بن يوسف ولم يترك بالمدينة أحدا من أهل العراق تاجرا ولا غير تاجر وأمر بهم أن يخرجوا من كل بلد فرأيتهم في الجوامع واتبع أهل الأهواء وأخذ هيصما فقطعه ومنحورا وكانا من الخوارج قال وسمعته يخطب على المنبر يقول بعد حمد الله أيها الناس إنا وجدناكم أهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقد ضوي إليكم من يزيدكم خبالا.