إستعادة ضبط المصنع
بقلم أ/ احمد حسن
لا اجد ما يمكن أن يفسر عند الوصول إلي مرحلة قمة معرفة الاشياء واجادتها إلا أنها مرحلة قد تبقي هي الأكثر استقرار لكل من بذل المجهود اللازم في التعلم والممارسة حتي أصبح عقله يشبه تلك اليد التي اجادت صنع الاشياء من بدايتها منذ أن كانت مجرد مادة خام تفتقر القيمة والبريق الذي يجذب لها محبيها فقطعة الذهب الصخرية إن وجدت حتي ملقاه في الطرقات فلن تستطيع تميزها عن غيرها من الأحجار الا اذا التقطها أحد العارفين بفنون تلك الصخرة التي تصنع بحرفيه كسبيكة ذهبية أو قطعه من المجوهرات عالية الجودة و القيمة أعني بذلك المصنعية أو فنون “الصنعه” بالمعني الدارج . ولك أن تشاهد من الأعمال الدرامية ما ألقت الضوء علي تلك المرحلة كمسلسل الراحل صلاح السعدني” حسن اربيسك “حين ورث عن أجداده تلك المهنه وتعلمها منذ الصغر حتي وصل الي رتبة” اسطى ” والتي كانت هي لغته الدارجه بالعمل من بدايته وتري حسن تظهر عليه اصول المعلمه واجادة تلك المهنه حتي في حديثه مع المتخصصين من مهندسي الديكور حتي وأصحاب العمل فله من وجهة النظر الثاقبة ما تمكنه من التعديل عليهم جميعا حتي وان كان الحديث عن عمل درامي فهو يجسد الحقيقة عندما يصل الهاوي إلي مستوي الاحتراف والفن . الوصول لقمة المعرفة هو مصطلح يكاد يكون غير حقيقي لأن المعرفة في اي مجال تتطلب التجديد وتتطلب البحث حتي نهاية العمر فلك أن تأخذ الحكمة مشردي الشوارع من طفل وان كان تعبير مجازي ولكن ما أعنيه واريد إيصاله إن وجدت ضالتك ووصلت إلي أعلي درجات المعرفة تجد من هو أعلم “وفوق كل ذي علم عليم ” هكذا حدثنا القران الكريم فطلب العلم لا يتوقف والحياة تتغير بمجريات الحداثه ولكن نجد احيانا أننا قد تشبعنا واصبحنا لا نستطيع التعلم لكثرة المعلومات وزيادة معدل وسرعة الحرفيه في مجال العمل أو غيره من الأمور التي تتطلب التعلم والبحث. ففي الأجهزة الإلكترونية نظام اعادة ضبط المصنع هذا النظام يعمل علي إزالة كافة البيانات واستعادة الجهاز علي الضبط الاصلي لكي يعمل من جديد بشكل جيد وسهل مما يترتب عليه إفراغ الذاكرة المؤقته والتي تعمل علي إعادة السرعة المطلوبه له كذلك نحن نحتاج في بعض الأوقات لاستعادة ضبط المصنع من جديد حتي نتمكن من الحصول علي مهارات جديدة يتطلبها الوقت الحالي كي نواكب سرعة الزمن وتجعلنا أكثر ثقة بأنفسنا.