العراق وصراع الارادات
بقلم/محمد الكعبي
في ضل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة ونزيف الدم وآلة الدمار التي تطحن العشرات في كل ساعة في مختلف بقاع الارض مع سكوت الهيئات والمنظمات الاممية والعالمية! ، فضلا عن تداخل الأفكار والرؤى والمصالح من حيث الصراع والتي القت بظلالها على مستقبل المنطقة والعالم مما يجعلنا نعيد الكثير من الحسابات والعلاقات السابقة ونحدد المواقف حسب المتغيرات وهذا لا يتحقق الا بوجود رجال دولة يفكرون بعقلية البناء وتقديم مصلحة الشعب ويسعون لتقديم كل ماهو افضل بعيدا عن عقلية التحزب والمحاصصة وهذا يحتاج إلى بناء اسس جديدة متزنة مع تفعيل مفهوم المصلحة الوطنية أولاً، ثم تنطلق إلى أفق أوسع مع الجميع ممن يشاركنا المنافع والتعاون.
أن تفعيل الدور الريادي والمتميز والمرن للفاعل السياسي والحكومي لبدلنا مهم جداً والذي تكون مهمته صعبة للغاية في هذا الوقت من حيث الصراع والمشاكل والتدخلات والتداخلات، مما يجعلنا أمام مفصل تأريخي جديد يتطلب منا تشخيص دقيق وعلاج أدق وهذا لا يتحقق الا بوجود قيادة حكيمة رشيدة قوية تعمل بمشاركة الجميع شعباً وتيارات واحزابا بنظام الفريق الواحد المنسجم لتحافظ على المكتسبات وان كانت في بداياتها لكنها بشكل أجمالي جيدة وتسير نحو الافضل، وينبغي المحافظة على تحقيق السيادة واستقلالية القرار واستعادة الدولة من المشاريع العبثية والخارجين عن القانون وكبح جماح الطامعين والانتهازيين والتصدي لهم بقوة وحزم والتي نخرت البلد وانهكته اجتماعياً وسياسياً وامنياً واقتصادياً، ومنع التدخلات الخارجية، فهناك من يعمل لكسر هيبة الدولة وينفذ اجندة خاصة تدميرية لمصالح ضيقة، والبعض يحاول أن يفرض ارادته بعناوين مختلفة قد تكون دينية أو وطنية أو جماهيرية فالحذر كل الحذر من هكذا دعاوى فاغلبها يخفي الكثير من الاجندة المصلحية لهذا الحزب وذاك المسؤول وقد تكون هناك إرادات خارجية تعمل على تقويض وتعطيل البناء وتساهم في دعم ومساندة بعض الجماعات المنحرفة بشكل مباشر وغير مباشر لتدمير العراق، إن ارجاع البلد إلى وضعه الطبيعي مطلب جماهيري لابديل عنه وهذا هو الاستحقاق الحتمي للعراق والذي يحتل المركز الريادة والمتميز في خارطة العالم من حيث مكانه الجغرافي والحضاري والفكري والديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي المتميز وما يملك من مقومات وطاقات بشرية عملاقة وموارد متنوعة وكثيرة من قبيل مصادر الطاقة والمياه الجوفية والمعادن والانهار والزراعة والصناعة والتجارة الداخلية والخارجية فضلا عن موارد النفط والغاز الطبيعي والسياحة الدينية وغير الدينية ووجود شعب معطاء ولاد لكل خير يحمل فكر متجدد باستمرار والذي استطاع أن يسجل أروع قصص الصبر والثبات والتضحية والإبداع من أجل السلام رغم المعاناة والتحديات والذي اثبت حضوره الفاعل في اغلب الميادين، شعب يتطلع إلى الأفضل لأنه يحبُ الحياة فبرز فيه العلماء والخبراء والكفاءات العالية ورجال يحملون هم الوطن بعيدا عن الشعارات، نعم لاننكر إن هناك حيف واقصاء للكفاءات لكن لابد أن يتحقق العدل واخذ العلماء مكانهم الطبيعي وان طال الزمان.
اننا اليوم بأمس الحاجة إلى التكاتف والتعاون مع الذين يرجى منهم خيرا لبلدنا، وهذا لا يتحقق الا من خلال أعادة النظر في جميع مخرجاتنا وترسيمها وفق معايير صحيحة تنسجم مع الاستحقاقات والمصالح الحقيقية لبلدنا بعيداً عن المحاور والصراعات الداخلية والخارجية والمشاريع الاستهلاكية والمحاصصة والتحزب.
يشهد العراق اليوم نقلة نوعية من حيث الإعمار والإسكان والبنى التحتية والعلاقات الخارجية مع الدول وهذا مؤشر ايجابي يمكن تطويره نحو الافضل وبناء جسور التواصل والثقة مع الاخرين وفق مبدأ المصالح المشتركة وليس الاملاءات والتدخلات والشروط التي يفرضها الاقوياء على الضعفاء، وهذا يتطلب المساندة والدعم من قبل الشركاء السياسيين ومنح الفرصة للقائمين بهذه المهمة لإتمام ما بدأت به والذي اعتقد انها قادرة على تحمل المسؤولية والنهوض بمستوى البلد، واتمنى أن يأخذ العراق مكانه بين الدول وينعم شعبه بالسلام بشرط التسامح والتصالح والعمل للعراق للعراق للعراق.