المنّ والسلوي في رحلة التيه ” جزء 16″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السادس عشر مع المنّ والسلوي في رحلة التيه، فكان في المساء ان السلوى صعدت وغطت المحلة، وفي الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلة، ولما ارتفع سقيط الندى اذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور، دقيق كالجليد على الارض
، فلما راى بنو اسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو،لانهم لم يعرفوا ما هو، فقال لهم نبى الله موسى عليه السلام، هو الخبز الذي اعطاكم الرب لتاكلوا،
هذا هو الشيء الذي امر به الرب التقطوا منه كل واحد على حسب اكله عمرا للراس على عدد نفوسكم تاخذون كل واحد للذين في خيمته ففعل بنو اسرائيل هكذا والتقطوا بين مكثر ومقلل، ولما كالوا بالعمر لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص، كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب اكله.
وقال لهم نبى الله موسى عليه السلام، لا يبقي احد منه الى الصباح، لكنهم لم يسمعوا لموسى عليه السلام بل ابقى منه اناس الى الصباح، فتولد فيه دود وانتن، فسخط عليهم نبى الله موسى عليه السلام، وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله، واذا حميت الشمس كان يذوب
، ثم كان في اليوم السادس انهم التقطوا خبزا مضاعفا عمرين للواحد، فجاء كل رؤساء الجماعة واخبروا نبى الله موسى عليه السلام، فقال لهم هذا ما قال الرب غدا عطلة سبت مقدس للرب، اخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون، وكل ما فضل ضعوه عندكم ليحفظ الى الغد، فوضعوه الى الغد كما امر موسى، فلم ينتن ولا صار فيه دود، فقال نبى الله موسى عليه السلام، كلوه اليوم لان للرب اليوم سبتا.
اليوم لا تجدونه في الحقل، ستة ايام تلتقطونه، واما اليوم السابع ففيه سبت، لا يوجد فيه، وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا، فقال الرب لنبيه موسى عليه السلام الى متى تابون ان تحفظوا وصاياي وشرائعى، انظروا،
ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين، اجلسوا كل واحد في مكانه، لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع، فاستراح الشعب في اليوم السابع، ودعا بنى اسرائيل أن اسمه منا، وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل، وقال نبى الله موسى عليه السلام، هذا هو الشيء الذي امر به الرب، ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم، لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر.
وقال نبى الله موسى عليه السلام، لهارون عليه السلام خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم، كما امر الرب موسى عليه السلام وضعه هارون امام الشهادة للحفظ، واكل بنو اسرائيل المن اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة، اكلوا المن حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان، والذى قيل فى تصنيع المن والسلوى، بأن المكونات عبارة عن كوب من الماء، وثلاث أكواب من السكر، وملعقتان كبيرتان من العسل، ونصف كوب من القطر الكثيف، وبياض أربع بيضات، وملعقة صغيرة من الهيل، وملعقة صغيرة من جوزة الطيب، ونصف كوب من اللوز، ونصف كوب من الفستق الحلبي، وكوبان من الدقيق، وإن طريقة التحضير وهو أن يوضع السكر مع الماء على نار هادئة حتى يغلي تماما.
ثم يضاف العسل مع القطر المكثف لخليط السكر على النار ويترك حتى يتماسك، واخفاق البيض في وعاء خفقا جيدا حتى يصبح كريميا، ثم يضاف السكر على شكل خيوط، أي بالتدريج وبشكل رقيق، مع الاستمرار في الخلط، حتى لا يطهى البيض مرة واحدة، ثم يصفي الهيل وجوزة الطيب مع الخلط،
ثم يضاف الفستق واللوز ويقلب بالملعقة، ثم يصب الخليط على صينية مرشوشة بالطحين بطبقة كثيفة حتى لا يلتصق ويترك جانبا حتى يبرد، ثم يشكل الخليط على شكل دوائر ويغمس في الطحين مرة ثانية ثم يقدم، وإن فوائد المن أو الصمغ العربي، وهو قيل بأنه مفيد للأمراض الصدرية ويهدئ السعال، ويقي من التهابات الجهاز الهضمي والأمعاء، وأنه يخفف من حدة الآلام العصبية.