الدكرورى يكتب عن المنّ والسلوي في رحلة التيه ” جزء 15″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس عشر مع المنّ والسلوي في رحلة التيه، ولما ارتفع سقيط الندى اذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور دقيق كالجليد على الارض، وينزل الندي قبل الفجر ومع ارتفاع الندي اي تبخره يظهر المن فهو يظهر في الصباح فقط منظهره محدد هو دائري صغير ابيض علي شكل قشور مثل الجليد علي سطح الارض ولما كالوا بالعمر لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب اكله، ومن اعجازه ان الذي يكثر منه لا يفضل منه والمقلل منه لا ينقص ايضا، وقال لهم نبى الله موسى لا يبقي احد منه الى الصباح، لكنهم لم يسمعوا لنبى الله موسى عليه السلام، بل ابقى منه اناس الى الصباح فتولد فيه دود وانتن فسخط عليهم نبى الله موسى عليه السلام.
وهو يخزن من الصباح الي المساء يبقي سليم ومن يبقيه الي الصباح التالي ينتن، وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله واذا حميت الشمس كان يذوب، ومن خواصه ان الذي لا يجمع اذا حميت الشمس
وهو وقت الظهيره يذوب ويختفي، ثم كان في اليوم السادس انهم التقطوا خبزا مضاعفا عمرين للواحد فجاء كل رؤساء الجماعة واخبروا نبى الله موسى عليه السلام، فقال لهم هذا ما قال الرب غدا عطلة سبت مقدس للرب، اخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون وكل ما فضل ضعوه عندكم ليحفظ الى الغد
، فوضعوه الى الغد كما امر نبى الله موسى عليه السلام، فلم ينتن و لا صار فيه دود، فقال نبى الله موسى عليه السلام، كلوه اليوم لان للرب اليوم سبتا اليوم لا تجدونه في الحقل.
ستة ايام تلتقطونه واما اليوم السابع ففيه سبت لا يوجد فيه، ومن خواصه الاعجازيه انه كان يظهر لهم ستة ايام فقط واليوم السادس يظهر ضعف الكمية ولا يظهر يوم السبت فهو من الاحد الي الجمعه، واكل بنو اسرائيل المن اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة اكلوا المن حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان
، وهذه المعجزه استمرت اربعين سنه واختفت بعد ذلك، وهذا هو الفكر والايمان اليهودي والمسيحي، والادله عليها وهو بالرغم من ندرة الادله علي موضوع المن لانه كما كتب الكتاب المقدس كان يذوب مع حر النهار ولو خزن ينموا فيه الدود ولكن يوجد لوحه حجريه تعبر عن المن الذي يعتبرونه الشعوب المحيطه سحر من اله اسرائيل، ثم ارتحلوا من ايليم واتى كل جماعة بني اسرائيل.
الى برية سين التي بين ايليم وسيناء في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من ارض مصر، فتذمر كل جماعة بني اسرائيل على موسى وهارون عليهما السلام في البرية، وقال لهما بنو اسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم ناكل خبزا للشبع،
فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع، فقال الرب لموسى عليه السلام ها انا امطر لكم خبزا من السماء، فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها، لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا، ويكون في اليوم السادس انهم يهيئون ما يجيئون به فيكون ضعف ما يلتقطونه يوما فيوما، فقال موسى وهارون لجميع بني اسرائيل في المساء تعلمون ان الرب اخرجكم من ارض مصر.
وفي الصباح ترون مجد الرب لاستماعه تذمركم على الرب، واما نحن فماذا حتى تتذمروا علينا، وقال نبى الله موسى عليه السلام، ذلك بان الرب يعطيكم في المساء لحما لتاكلوا وفي الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب تذمركم الذي تتذمرون عليه
، واما نحن فماذا ليس علينا تذمركم بل على الرب، وقال موسى لهارون عليهما السلام قل لكل جماعة بني اسرائيل اقتربوا الى امام الرب لانه قد سمع تذمركم، فحدث اذ كان هارون يكلم كل جماعة بني اسرائيل انهم التفتوا نحو البرية، واذا مجد الرب قد ظهر في السحاب
، فكلم الرب نبيه موسى قائلا، سمعت تذمر بني اسرائيل، كلمهم قائلا في العشية تاكلون لحما وفي الصباح تشبعون خبزا، وتعلمون اني انا الرب الهكم، فكان في المساء ان السلوى صعدت وغطت المحلة.