الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الضحي ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة الضحي ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة الضحي، وعن عقبة بن عامر قال ” أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي الضحى بسور منها والشمس وضحاها والضحى ” ووقتها هو من ارتفاع الشمس إلى قبيل الزوال، وبالتحديد عندما ترمض الفصال لحديث زيد بن أرقم أن رسول الله قال “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال” قال الامام النووي ترمض بفتح التاء والميم، والرمضاء الرمل الذي اشتدت حرارته من الشمس، أي حين يبول الفصلان من شدة الحر في أخفافها، وهي تبدأ من بعد شروق الشمس بربع ساعة، وينتهي وقتها قبل أذان الظهر بربع ساعة، وقد قلنا أن وقت صلاة الضحى يبدأ بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، أي بعد خمس عشرة دقيقة تقريباً، وينتهي قبيل الزوال، وهذا ما نص عليه الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية، وأفضل وقت لأدائها وهو وقت الاستحباب عند علو الشمس واشتداد حرها.
ولا خلاف بين الفقهاء في ذلك، واستدلوا بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ” أي حين تشتد حرارة الشمس، والفصال هي أولاد الإبل، ويعلم من ذلك أن آخر وقتها قبيل الزوال، ويسمى بقائم الظهيرة، وهو الوقت الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الصلاة فيه لأنه وقت كراهة، حيث قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهانا أنى نصلى فيهن، أو أن نقبر فيهن،موتانا، حين تطلع الشمس بازغه حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيره حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب ” وقد قدّره بعض العلماء بنحو عشر دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر، وقلنا أن صلاة الضحى سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، ومنهم الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل.
وأما عند أبي حنيفة مندوبة، وقد قال النووي صلاة الضحى سنة مؤكدة، وهو مذهبنا ومذهب جمهور السلف، وبه قال الفقهاء المتأخرون كافة، وقد استدل العلماء على سنيتها بعدة أحاديث منها عن أبي هريرة قال “أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر” أخرجه البخاري ومسلم، وعن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما، عن رسول الله ” عن الله تبارك وتعالى، أنه قال ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره ” رواه الترمذي، وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى”.
وفى النهايه فإن هناك سؤال عن صلاة الضحى، وعن وقتها، وعدد ركعاتها، وكيف تؤدى، وهل يجب على الإنسان أن يقرأ فيها سورا معينة أم أي شيء من القرآن؟ ويجيب على هذا السؤال إبن باز رحمه الله، فالجواب هو، أن صلاة الضحى سنة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، بعض أصحابه وفعلها في بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، وفعلها يوم الفتح صلى ثمان ركعات الضحى يوم الفتح، فهي سنة مؤكدة، ووقتها هو ما بين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس الضحى كله، قبيل الظهر، فإذا صلاها في أول الوقت أو في أثنائه فقد أصاب السنة، لكن أفضلها عند اشتداد الضحى، وإذا اشتد الحر ورمضت الفصال كما قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
في الحديث الصحيح ” صلاة الأوابين حين ترمض الفصال” ويعني حين يشتد حر الرمضاء على أولاد الإبل، فصلاتها في الضحى في ارتفاع الضحى أفضل وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس فقد حصلت السنة، ويقرأ فيها ما تيسر سورا أو آيات ليس فيها شيء مخصوص، ويقرأ فيها ما تيسر من الآيات أو من السور، وأقلها ركعتان تسليمة واحدة، وإن صلى أربع أو ست أو ثمانى أو أكثر يسلم من كل ثنتين فكله حسن، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلاها يوم الفتح صلى ثمانى ركعات وكان يسلم من كل اثنتين صلى الله عليه وسلم.