أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

مشروعية صلاة الفجر ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الفجر ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية صلاة الفجر ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مشروعية صلاة الفجر، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله ” رواه مسلم، وأيضا عن سنة الصبح، وهي سنة الفجر قال عنها وهى ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وتنفرد صلاة الصبح بأذان مختلف عن بقية الصلوات فتضاف جملة الصلاة خير من النوم إلى الأذان، وكما تنفرد صلاة الصبح بأن لها أذانان، أما عن الآذان الأول فهو سنة ووقت هذا الآذان قبل اذان الفجر بحوالي الربع ساعه، وهذا لا يبنى عليه لا صيام ولا صلاة وانما يستعمل لتنبيه من يريد الصيام أو الاستعداد لصلاة الفجر بأن موعد الفجر قد اقترب، وأذان ثانى وهو الذي يحلل الصيام ويوجب الصلاة، وصلاة الفجر في وقتها لها فضل كبير جدا، فيكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة، إذا بقي يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس.

فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره ” وصلاة الغداة هي صلاة الفجر، رواه الترمذي، وصلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها، وهى النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم ” لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها ” رواه مسلم، وأيضا من فضل صلاة الفجر هو شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرا، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم ” تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ” رواه البخاري ومسلم، وأيضا من فضل صلاة الفجر هو بشارة بنور تام يوم القيامة.

فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” بشر المشائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة ” وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة، فكم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر؟ وكم من حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر أو أخرتها عن وقتها؟ وكم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر؟ ولنعلم أنه من صلى الفجر في جماعة ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم، الجنة والنجاة من النار، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال ” من صلى البردين دخل الجنه ” متفق عليه، ومن صلى الفجر في جماعة شهدت له الملائكة عند الله بأنه صلى الفجر مع الجماعة، ومن صلى سنة الفجر كان ذلك خيرا له من الدنيا وما فيها.

فعن السيده عائشه رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ” رواه مسلم، وأما عن عقوبة تارك صلاة الفجر والمتهاون فيها، فإن الذي يتهاون بصلاة الفجر يستهزئ به الشيطان، ويبول في أذنه، والدليل على ذلك هو ما ذكر عند النبى صلى الله عليه وسلم، أن رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال ” ذاك رجل بال الشيطان فى أذنه ” وقال العلماء إما أن يكون بول الشيطان في أذنه على سبيل الحقيقة، أي بال الشيطان في أذن من لم يصل الفجر حقيقة، وجعل أذنه مرحاضا له، وإما أن يكون بول الشيطان على سبيل المجاز وهو بمعنى أنه أصمها عن سماع الأذان والاستجابة لنداء الرحمن، فقد أصمه الشيطان عن سماع الحق، فيسمع الذكر ولا يتذكر، ويسمع الوعظ ولا يتعظ.

ويسمع القرآن ولا يخشع، فقد قسا قلبه وصمت أذنيه، ولمن تهاون في صلاة الفجر، أن من ترك صلاة الفجر، يضرب عليه الكسل طوال يومه ويشعر بضيق في صدره ولا يعلم ما سببه، ولمن تهاون في صلاة الفجر، فهي أشد العقوبات، وهي أن المتهاون في صلاة الفجر قد يحرم من النظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة، فيا من تحافظ على صلاة الفجر في جماعة، أبشر ثم أبشر، فأول فضيلة تنالها، أن تكتب في صحيفة أعمالك بأنك قمت الليل كله، ومن صلى الفجر في جماعة فهو من وفد الرحمن، ووفد الرحمن هم الذين يحشرون ركبانا حين يمشي الناس على أقدامهم، وهم الآمنون حين يفزع الناس، فهذه هي صلاة الفجر وتلك هي منزلتها بين الصلوات، فأين أنتم من صلاة الفجر؟ وهل تشهدكم الملائكة مع القائمين الراكعين الساجدين ؟ أم تشهدكم مع الكسالى والنائمين ؟