الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الفجر ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة الفجر ” جزء 1″
إن الصلاة عمود الدين، وهي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، وهى قول لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي صلة العبد برب العالمين، وقد فرضها الله عز وجل، من فوق سبع سموات على النبي صلى الله عليه وسلم، بغير واسطة لأهميتها وعظيم مكانتها، بل أمر بالمحافظة عليها جماعة حتى المجاهدين، وجعلها قرينة الإيمان في مواضع كثيرة من القرآن العظيم، بل سماها إيمانا، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك كله حافظ عليها المسلمون جيلا بعد جيل، ولم يتهاونوا بها حتى عند المرض والسكرات، وأما عن صلاة الفجر أو صلاة الصبح فهي أول الصلوات الخمس المفروضات عينا على كل مكلف باتفاق المسلمين، وتتكون صلاة الفجر من ركعتين وميقاتها هو من بداية طلوع الفجر إلى شروق الشمس.
وهي صلاة جهرية، وصلاة الفجر، هي صلاة الصبح، ولا فرق بين التسميتن، وهي ركعتان مفروضتان، ولها سنة قبليّة، وعددها ركعتان، وتسمى سنة الفجر أو سنة الصبح، أو ركعتي الفجر أو رغيبة الفجر ووقتهما بعد أذان الفجر الدال على قرب الصلاة وسنة الفجر ليست بواجبة، وإنما هي سنة مؤكدة وقد واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليها ولا تطلب صلاتها جماعة بل يصليها الشخص منفردا في المسجد أو في بيته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث السيده عائشة رضى الله عنها حيث قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر أى سنة الفجر، إذا سمع الأذان ويخففهما ” رواه مسلم، وعن السيده عائشه رضى الله عنها أنها قالت أيضا ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن ” رواه أحمد وغيره.
وتسمى صلاة الفجرأو صلاة الصبح، بذلك نسبة إلى وقتها الذي تؤدى فيه، وهو من أول النهار، وهو الصبح الذي يتجلى ضياؤه وينتشر في الأفق، وقد ذكر في القرآن الكريم “فالق الإصباح” وهذا بمعنى أن الله تعالى هو الذي شق عمود الصبح عن ظلمة الليل، ووقت هذه الصلاة هو الصبح، والمقصود به الفجر الصادق، وقد سمي فجرا، لانفجار ضوئه، وكما أنها تسمى أيضا بصلاة الغداة والغداة هو الوقت مابين الفجر وطلوع الشمس، ويؤدي المسلمون صلاة الفجر بعد دخول أول وقتها، بطلوع الفجر الثاني، وهو يسمى الفجر الصادق، وطلوع الفجر هو عبارة عن بداية ذهاب الليل، ومجيء أول بياض الصبح، ويكون حينها سواد الليل مختلطا ببياض النهار، إلا أن علامة طلوع الفجر الصادق، وهو أن يبدء ظهور بياضه دقيقا.
ثم يتسع وينتشر ضوئه في الأفق، وهو غير الفجر الأول الذي يسمى الفجر الكاذب، وهو الذي يظهر مستطيلا كذنب السرحان، ثم تعقبه ظلمة، وقد سمي كذلك لأنه يخدع الناظر موهما أنه الصبح، ثم يغيب، وأما الفجر الصادق، فإنه يصدق بظهوره وينتشر، وينادي المؤذن للصلاة في أول وقتها، علامة على دخول الوقت، ووقت صلاة الفجر هو الصبح، الذي يبدء من طلوع الفجر الثاني إلى ما قبل طلوع الشمس، ويسمى وقت الأداء، مقابل وقت القضاء، والفضيلة في الصلاة لأول وقتها، وقد ” كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي الصبح فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن، ما يعرفهن أحد من الغلس” وفي رواية أخرى ” وكان يصلي الصبح بغلس ” وهذا فى الصحيحين، عن البخارى ومسلم، وتعد صلاة الفجر من أهم الصلوات الخمس.
فقد اهتم الله تعالى بشأنها، وحث على إقامتها، بقوله تعالى ” وقرآن الفجر” وذكر أيضا فضل الصلاة الوسطى، وأمر بالمحافظة عليها، وهي صلاة الفجر أو صلاة العصر، وهناك مجموعة من الأحاديث تدل على فضلها منها وهو قول النبى صلى الله عليه وسلم ” أن أثقل صلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله” وقد ثبت في صحيح البخاري أن قول النبى صلى الله عليه وسلم، قد رآى ” أن رجلا مستلقيا على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال من هذا ياجبريل؟ قال هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة “