الدكرورى يكتب عن مؤذن الرسول بلال بن رباح ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مؤذن الرسول بلال بن رباح ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع مؤذن الرسول بلال بن رباح، وروى البخارى بسنده، عن عبد الله بن أبى قتادة، عن أبيه قال، سرنا مع النبى صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال بعض القوم لو عرَّست بنا يا رسول الله قال “أخاف أن تناموا عن الصلاة” قال بلال أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال “يا بلال، أين ما قلت؟ قال ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قط، قال ” إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قم فأذن بالناس بالصلاة” وعن أبى سعيد الخدرى، عن بلال قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا بلال، ألق الله فقيرا ولا تلقه غنيا” قال، قلت وكيف لى بذلك يا رسول الله؟ قال “إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع”
قال، قلت وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال “هو ذاك وإلا فالنار” ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم، أبى بلال أن يؤذن لأحد بعد النبى صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ناشدوه فيها أن يؤذن، فأذن حتى بلغ قوله “أشهد أن محمدا رسول الله” فأجهش بالبكاء، وما استطاع أن يُتم الأذان، وقد جاء بلال إلى أبى بكر الصديق يسأله أن يأذن له بالمشاركة في الفتوحات، فأبى أبو بكر، وقال له ” أنشدك بالله يا بلال، وحرمتى وحقى، فقد كبرت وضعفت، واقترب أجلى” فأقام معه حتى وفاة أبي بكر الصديق، ثم أتى عمر بن الخطاب يستأذنه، فأبى عليه، فأصر بلال، فأذن له فخرج إلى الشام، فنزل ومعه أبو رويحة الخولانى على بني خولان في داريا، فخطبا إليهم، فقالا “إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله.
فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله” فزوجوهما، وقيل أن النبى صلى الله عليه وسلم زوّجه أخت عامر وعاقل وخالد وأياس بنو البكير الكنانية، وقيل بل تزوج امرأة من بني زُهرة بن كلاب، وعن سهل بن سعد رضى الله عنه قال خرج النبى صلى الله عليه وسلم يصلح بين بنى عمرو بن عوف وحانت الصلاة، فجاء بلال أبا بكر فقال حبس النبي، فتؤمّ الناس؟ قال نعم، إن شئتم، فأقام بلال الصلاة، فتقدم أبو بكر الصديق فصلى، فجاء النبى صلى الله عليه وسلم يمشى فى الصفوف يشقها شقا حتى قام في الصف الأول، فأخذ الناس بالتصفيح، وكان أبو بكر الصديق لا يلتفت فى صلاته، فلما أكثروا التفت فإذا النبى صلى الله عليه وسلم فى الصف، فأشار إليه مكانك، فرفع أبو بكر الصديق يديه فحمد الله، ثم رجع القهقرى وراءه.
وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليه ثم مكث فيها، قال ابن عمر رضى الله عنهما فسألت بلال حين خرج، ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال جعل عمودين عن يساره، وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى، وعن بلال بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع يا بلال، أسكت الناس أو أنصت الناس، ثم قال إن الله تطوَّل عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله” وعن بلال قال أذَّنت فى غداة باردة، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدا، فقال أين الناس؟
فقلت حبسهم القر، فقال “اللهم أذهب عنهم البرد” قال فلقد رأيتهم يتروحون فى الصلاة، وقد روى عنه أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين من الصحابة والتابعين، فممن روى عنه من الصحابة أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وطارق بن شهاب بن عبد شمس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وكعب بن عجرة، ووهب بن عبد الله، وممن روى عنه من التابعين الأسود بن يزيد بن قيس، وشهر بن حوشب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم، وكان بلال رضى الله عنه يقول عن نفسه تواضعا “إنما أنا حبشي، كنت بالأمس عبدا” وعن هند امرأة بلال قالت كان بلال إذا أخذ مضجعه قال “اللهم تجاوز عن سيئاتى، واعذرنى بعلاتى”