الدكرورى يكتب عن مؤذن الرسول بلال بن رباح ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مؤذن الرسول بلال بن رباح ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع مؤذن الرسول بلال بن رباح، ثم هو الذى يباشر بعد البذل والعطاء فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال ” ما هذا يا بلال؟ قال شيء ادخرته لغد، فقال” أما تخشى أن ترى له غدا بخارا في نار جهنم يوم القيامة أنفق بلال ولا تخش من ذى العرش إقلالا ” ولقربه من النبى صلى الله عليه وسلم أخذ عنه الحديث جملة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وغيرهم وجماعة من التابعين رضى الله عنهم أجمعين، وقد كان بلال رجلا آدما شديد الأدمة، نحيفا، طويلا، أجنأ به حدب، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير، وكان لا يغير لون شيبته، وقد توفى بلال بن رباح دون أن يعقب، وقد حظي بلال بمنزلة رفيعة عند النبى صلى الله عليه وسلم.
فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لبلال عند صلاة الصبح قال “حدثنى بأرجى عمل عملته فى الإسلام فإنى قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدى في الجنة” فقال بلال ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما فى ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت لربى ما كتب لى أن أصلى” وروى أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله ” السباق أربعة، أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم” وروى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ” سادة السودان لقمان والنجاشي وبلال ومهجع” وقال سعد بن أبي وقاص ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا.
وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله تعالى ” ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين” ويروى يحيى بن سعيد الأنصارى أن عمر بن الخطاب ذكر فضل أبى بكر، فجعل يصف مناقبه، ثم قال ” وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته” كما كان عمر يقول أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، وقد ولد بلال بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل، وكان رجلا شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، أجنأ، له شعر كثير، خفيف العارضين، وكان من السابقين إلى الإسلام، وقد روى أن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار، فبينما هما كذلك إذ مر بهما بلال وهو فى غنم عبد الله بن جدعان، وبلال مولد من مولدى مكة وكان لعبد الله بمكة مائة مملوك مولد.
فلما بعث الله نبيه أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلال يرعى عليه غنمه تلك فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار، فقال يا راعى، هل من لبن؟ فقال بلال ما لى إلا شاة منها قوتى، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله “اِيت بها” فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روى، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روى، ثم أرسلها وهى أحفل ما كانت، ثم قال هل لك فى الإسلام؟ فإنى رسول الله” فأسلم، وقال “اكتم إسلامك” ففعل وانصرف بغنمه وبات بها، وقد أضعف لبنها، فقال له أهله لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به، فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام، حتى علم المشركون بإسلامه، فقاموا بتعذيبه أشد العذاب، وكان بلال أول من أذن للصلاة.
وهو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم فعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين، ولا يتبعه إلا مؤذن، والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة، وعن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا من الأنصار نعوده، فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله يا جارية، ائتونى بوضوء لعلى أصلى فأستريح، قال فأنكرنا ذلك عليه، فقال سمعت رسول الله يقول قم يا بلال، فأرحنا بالصلاة، ولقد تربى بلال وتعلم فى مدرسة النبوة، ورافق النبى صلى الله عليه وسلم كثيرا، مما كان له الأثر الكبير في شخصيته، ولقد اكتشف النبى صلى الله عليه وسلم موهبته ومهارته وصوته الندى، فأمره أن يؤذن، فكان أول مؤذن في الإسلام.