أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الرسول في غزوة خيبر “جزء 12”

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة خيبر “جزء 12”

بقلم / محمـــد الدكــــروري

الرسول في غزوة خيبر “جزء 12”

ونكمل الجزء الثاني عشر مع الرسول في غزوة خيبر، وكانت الصلاة تحضر هذا اليوم، فيصلي بأصحابه، ثم يعود، فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها عنوة، وغنمة الله أموالهم، وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا، وأقام النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، بوادي القري أربعة أيام، وقسم على أصحابه ما أصاب بها، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم عليها كما عامل أهل خيبر، ولقد كان لما بلغ يهود تيماء خبر استسلام أهل خيبر ثم فدك ووادي القري، لم يبدوا أي مقاومة ضد المسلمين، بل بعثوا من تلقاء أنفسهم يعرضون الصلح، فقبل ذلك منهم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وأقاموا بأموالهم.

وكتب لهم بذلك كتابا وقال فيه “هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا، أن لهم الذمة، وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء، الليل مد، والنهار شد” ثم أخذ النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، في العودة إلى المدينة، سار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ليلة، ثم نام في آخر الليل ببعض الطريق، وقال لبلال “اكلأ لنا الليل” فغلبت بلال عيناه، وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ أحد، حتى ضربتهم الشمس، وأول من استيقظ بعد ذلك هو النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم خرج من ذلك الوادي، وتقدم، ثم صلي الفجر بالناس، وقيل أنه جاء رجل من الأعراب إلى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فآمن به، واتبعه، فقال أهاجر معك؟ فأوصى به بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر، غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقسمه.

وقسم للأعرابي فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال ما هذا؟ قالوا قسم قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به الى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال ما هذا يا رسول الله؟ قال ” قسم قسمته لك ” قال ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمي هاهنا، وأشار إلى حلقه، بسهم، فأموت فأدخل الجنة، فقال إن تصدق الله يصدقك، ثم نهض إلى قتال العدو، فأتي به إلى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو مقتول، فقال ” أهو هو؟ ” قالوا نعم، قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “صدق الله فصدقه” فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم، في جبته، ثم قدمه، فصلى عليه، وكان من دعائه له ” اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، قُتل شهيدا، وأنا عليه شهيد” وقيل أنه جاء عبد أسود حبشي من أهل خيبر

كان في غنم لسيده، فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح، سألهم ما تريدون؟ قالوا نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي، فوقع في نفسه ذكر النبي، فأقبل بغنمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ماذا تقول؟ وما تدعو إليه؟ قال صلى الله عليه وسلم “أدعو إلى الإسلام، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وألا تعبد إلا الله” قال العبد فما لي إن شهدت وآمنت بالله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم ” لك الجنة إن مت على ذلك ” فأسلم ثم قال يا نبي الله، إن هذه الغنم عندي أمانة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أخرجها من عندك وارمها بالحصباء، فإن الله سيؤدي عنك أمانتك” ففعل فرجعت الغنم إلى سيدها، فعلم اليهودي أن غلامه قد أسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فوعظهم وحضهم على الجهاد، فلما التقى المسلمون واليهود.

قتل فيمن قتل العبد الأسود واحتمله المسلمون إلى معسكرهم فأدخل في الفسطاط فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع في الفسطاط، ثم أقبل على أصحابه، وقال ” لقد أكرم الله هذا العبد، وساقه إلى خيبر، ولقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين، ولم يصل لله سجدة قط” وقد روت أمية بنت أبي الصلت عن امرأة من بني غفار قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في نسوة من بني غفار فقلن يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا وهو السير إلى خيبر، فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال على بركة الله، قالت فخرجنا معه، قالت فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الصبح ونزلت عن حقيبة رحله، قالت وإذا بها دم مني وكانت أول حيضة حضتها، قالت فتقبضت إلى الناقة واستحييت.

فلما رأى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال ” ما لك؟ لعلك نفست؟” قالت قلت نعم؟ قال ” فأصلحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمركبك” قالت فلما فتح الله خيبر رضخ لنا من الفيء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها وعلقها بيده في عنقي، فوالله لا تفارقني أبدا، وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها، قالت وكانت لا تطهر من حيضها، إلا جعلت في طهرها ملحا، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت.