أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الرسول في غزوة خيبر “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة خيبر “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكــــروري

الرسول في غزوة خيبر “جزء 2”

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة خيبر، وقد دخلت مرحلة جديدة من بعد صلح الحديبية، وكان لم يزل اليهود في عداء الإسلام متمردين يريدون القضاء عليه وعلى أهله حسدا وبغيا واعتداء والله لا يحب المعتدين فلقد كانت لهم مواقف عدائية مع النبي صلى الله عليه وسلم، يعرفها من قرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتاريخ حياته صلى الله عليه وسلم فكانوا من أعظم الناس تهييجا للأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الدائرة كانت عليهم في جميع مواقفهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي شهر المحرم من السنة السابعة للهجرة قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بالتجهز لغزوهم في خيبر وكانت خيبر حصونا لهم زراعية ثمانية حصون أو خمسة تبعد عن المدينة نحو مائة ميل من الشمال الغربي فحاصر النبي صلى الله عليه وسلم، أول حصن من حصونهم فمكث عليه ستة أيام لم يصنع شيئا وفي الليلة السابعة.

ظفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيهودي خارج من الحصن فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أدركه الرعب قال إن أمنتموني أدلكم على أمر فيه نجاحكم فقال إن أهل هذا الحصن أدركهم التعب والملل وهم يبعثون بأولادهم إلى الحصن الذي وراءه وسيخرجون لقتالكم غدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله علي يديه” فلما أصبح سأل عن علي بن أبي طالب فقيل إنه يشتكي عينيه فدعا به فبصق في عينيه فشفاهما الله في الحال كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فحمل المسلمون على اليهود حتى فتح الحصن ومازال المسلمون يفتحونها حصنا حصنا حتى أتم الله فتحها ولله الحمد وأذل اليهود ونصر المسلمين عليهم وغنموا منهم مغانم كثيرة وملكوا أرضهم ولكنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم.

أن يبقوا فيها يعمرونها ويزرعونها على النصف فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال نقركم ما شئنا فلما كان زمن عمر بن الخطاب أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيما وأريحا وكان من أسباب إجلاء عمر بن الخطاب، إياهم أنهم حرضوا عبدا على قتل أحد الأنصار وكان قد بات بخبير وأنهم فدعوا يدي عبد الله بن عمر ورجليه ثم إن المسلمين استغنوا عن بقائهم بخيبر وكان الشرط الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، أنا نقرهم ما شئنا فلما حصل منهم العدوان واستغنى عنهم المسلمون أجلاهم عمر سنة عشرين من الهجرة إلى تيما وأريحا، وفي هذه الغزوة أهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاة مسمومة فأكل منها هو وبعض أصحابه لكنه صلى الله عليه وسلم، مضغها ولم يسغها ولفظها.

ثم دعا بالمرأة فقال ما حملك على ذلك قالت أردت إن كنت تريد الملك أن نستريح منك وإن كنت نبيا فستخبر بها، وكانت هذه المرأة اليهودية تدعى زينب وهي زوجة سلام بن مشكم، وهى التى أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة، وقد وضعت فيها السم، فأخذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضغة فلم يسغها وقال “إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة” ولفظها، وأكل منها بشر بن البراء بن معرور فمات، فقال أنس بن مالك رضى الله عنه، فما زلت أعرفها في لهوات النبي صلى الله عليه وسلم وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه” يا عائشة ما زلت أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر” ولقد سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاصدا خيبر ونزل عليهم ليلا، وفي الصباح خرج أهل خيبر من حصونهم إلى مزارعهم، فرأوا الجيش فعادوا فزعين وقالوا، محمد والخميس، أي الجيش.

وأغلقوا باب الحصون عليهم، وكانت خيبر عبارة عن مدينة ذات حصون كثيرة مُحكمة، فيها الزاد والشراب، منها حصن ناعم والعموس والصعب والوطيح والسلالم، ولقد جرت مبارزات بين نفر من اليهود وعدد من الصحابة، وقد اشتهر منها مبارزة الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، مع مرحب اليهودي، فقتله الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، وكذلك مبارزة الزبير بن العوام مع ياسر أخي مرحب فقتله الزبير رضي الله عنه، وقاد حملة عمر بن الخطاب فرجع ولم يكن على يديه فتح، ثم أبو بكر أيضا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لأعطين الرايةَ غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” فأعطاها للإمام على، وكان به رمد فتفل صلى الله عليه وسلم، في عينيه فبرئ، ثم حمل على اليهود وقاتل حتى فتح الحصن، وهو حصن السلالم لمرحب وأخيه، وأتم الله فتح خيبر لنبيه صلى الله عليه وسلم، وكان فتحا مبينا، وفيه اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة صفية بنت حيي بن أخطب وتزوجها.