أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

شيفونيره ..

شيفونيره ..

كتب/احمد حسن زكي 

رضا حامد” الفنان المبدع والمبتكر في وجهة نظري تراه في مشهد او عدة مشاهد بسيطة يظهر بقالب كوميدي بحت وكأنه جاء خاطفاً للضحكات المدويه اداءه يكمن في فلسفة تعبر عن أهمية الحديث ويأخذك في عالم متلعثم بالحروف والجمل الغير منظمة ولكنها تعبر عن محتوى يريد ايصاله ولكنك عندما تترجم المحتوى فلن تجد اصلا محتوى من الأساس فلك خيارين اما ان تتخيل السيناريو الخاص او تأخذه كما هو وفي كلتا الأحوال تجد النتائج واحدة ضحكة صاخبة تطرد ما حل بك من صعوبات خلال يومك.

 

ظهر الفنان رضا حامد علي مسامع جيل الثمانيات ببرنامج اسمه “لخبوط” فهو مذيع يظهر في الشارع على غرار برامج التسعينات بأسئلة على الجمهور يضع بها جملة او شبة جملة مفيدة وباقي السؤال يأخذك للاشيئ بعبارات غير مفهومة ولكنها تعبر عن محتوى افتراضي  فكان رد فعل الجمهور هو السكوت لعدة دقائق للإجابة على سؤال لايعرفه ولكن الطبيعة البشرية تستوجب عدم الوقوف او حتى التفكير فتاتي الإجابة مبنية على اللاشيء او صناعة محتوى خارج السؤال  أيضا  فتنهال الضحكات من المشاهدين على تلك الشخصيات من ضحايا “حامد” ليخلق بها جو من الكوميديا الصاخبة في تلك الفترة ويحقق نجاحا باهرا.

 

جاء الفنان رضا حامد بفلسفة لم ندركها انا وابناء جيلي حيث اننا كنا في فترات الطفولة او حتى المراهقة شاهدنا ذلك البرنامج بشكل سطحي ولكن عندما ذادت الخبرات وعبرنا بالتجارب العملية نجد أن أسلوب الفنان اصبح أسلوب حياة  فأصبح المضمون و جودة المحتوى ليس معيارا لنجاح اي عمل كأغاني المطرب “ويجز “ومن هم على شاكلته أصبحت تلك المحتويات متصدره المشهد مع غياب المهنية وجودة المضمون لا أعيب على مريدي “ويجز” او غيرهم ولكن أردت أن أعبر بفلسفة او تحليل لما يحدث الان من حقائق مزيفة وان شاهدناها بأم اعيننا.

 

أصبحت للحقيقة وجوه كثيرة وعند الوقوف لرؤية المشهد لابد وان نعي جيدا ان الانطباع الأول لم يعد مقياسا لصحة ما نراه في كل مرة مررنا انا وأبناء جيلي بأحداث تشبه أحداث النهاية من ثورات وحروب واوبئة وتغيرات مناخية خلفت كوارث لم شاهدها العالم من قبل  غيرت مفاهيم وأصول واعراف بل وعادات شكلت وجدان جيل الطيبين أصبحنا نشاهد الحقيقة ولكنها لا تأتي كاملة في كل مرة أصبحنا عاي يقين ان ليس كل ما نراه حقيقة لا ادعم التشكيك هنا في كل شيئ ولكن كثرة المعرفة و غزارة المعلومات وسهولة الحصول عليها يأتي غالباً بنتائج عكسية تفرض علينا عدم الحكم سريعاً على اغلب الأمور ومن بالسذاجة والسخف إصدار تلك الأحكام العاطفية على كل مشهد او رواية حتى وان كانت على مرئي ومسمع من الجميع.

 

رسالتي الي الشباب ومن هم اقل عمرا ان يستفيد بقراءة تلك المشاهد الحقيقية في ظاهرها ولكنها تخفي الكثير ولا تدعي المعرفة ابدا فقال تعالي “وفوق كل ذي علم عليم” استدعى أفكارك واحصل على المعلومة من مصادرها الموثوقة ونوع مصادر المعرفة والتعلم فتعدد المناهج واختلاف المدارس يزيد من خبراتك العلمية ويعطيك عصارة الدراسات المختلفة فمن هنا تأتي الخبرات وتستطيع تحليل الحقائق فلا تدع مجالاً تقع فيه فريسة كضحايا الفنان رضا حامد فتنهال عليك الضحكات بنما ان منهمك في تحليلات محتوى او مضمون فارغ.

 

اما عن عنوان المقال اختلافنا انا وصديقي عن عبارة كان يرددها الفنان رضا حامد في آخر تتر النهاية للبرنامج “شيفونيرة في الهزل بكرا” او” شيفونيها ” ولكني اجد الاقرب الخيار الاول ومازال رضا حامد محيراً ومراوغاً الي الان حتى نجد التعبير الاقرب…

شيفونيره ..