الفشل في ادارة الدولة “القسم الثالث “
بقلم/محمد الكعبي
بنيامين فرانكلين: إذا فشلت في التخطيط، فأنت تخطط للفشل.
والفشل أنواع: فمنه البسيط ومنه المعقد ومنه الكارثي ومنه الصغير ومنه الكبير، وقد يكون الفشل آني أو مستقبلي، ومنه ما له تأثير شخصي ونوعي، وداخلي وخارجي، ومنه الخاص والعام، بل قد يكون فشل عاطفي او وظيفي أو مهني أو دراسي أو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أو تخطيطي.
ان من أهم اسباب الفشل:
• ان يعيش اغلب المسؤولين وَهمَ الافضلية والعبقرية، وتقمص دور الشخصية الخارقة.
• عدم انجاز العمل:
فقد ينجز نصف العمل أو ثلثه ويتوقف عن انجازه تماما.
• انتظار النجاح بدون بذل أي جهد، أو اختصار الخطوات والقفز للوصول إلى النتائج.
• عدم وجود تخطيط واضح وسليم وعلمي وواقعي ومتقن، وفقدان الرؤية الحقيقية لبناء دولة، مع ضبابية في الاهداف.
• الاعتماد على الغيب والصدفة والاحلام والاماني، والاعتماد على قوى خارجية.
• التكاسل والاهمال ووالتعصب والتزمت.
• عدم الاستفادة من تجارب الاخرين، وترك المشورة، وتهميش دور الكفاءات.
• تقاسم السلطة بين الاحزاب والطوائف وتحكم الاحزاب الكبيرة بالمشهد السياسي والحكومي، وتحكم الزعماء بعيدا عن مصالح الشعب.
. عدم وجود سيادة كاملة للبلد بكل انواعها، مع عدم استقلالية القرار.
• التمسك بالآراء والافكار والخطط الفاشلة و غير المجدية.
• مصادرة جهود العاملين والكفاءات، والهروب من المسؤولية واهمال مكامن القوة، وعدم معالجة مكامن الضعف.
• ادخال البلد في صراعات ومحاور.
. ركوب موجة الدين للوصول إلى السلطة.
• عدم وجود معارضة برلمانية فاعلة، ووجود التعارض بين السلطات الثلاث وغياب الانسجام والتنسيق.
• عدم مواكبة التقدم العلمي والسياسي والاجتماعي والثقافي المتسارع في العالم.
• اهمال ملفات الفساد وتسويفها، وضعف الدور الرقابي وعدم تسييد القانون.
• اعطاء الامتيازات والحوافز لبعض الساسة والمسؤولين.
• اهمال الجانب الاقتصادي، وفقدان الرقابة المالية على المصارف وحركة الاموال.
• وجود اعلام يحابي السلطة والاحزاب المتنفذة.
• تراجع في ملف الخدمات والصحة والتعليم والزراعة والصناعة،
وفقدان العدالة الاجتماعية.
• تدني مستوى وجدية التمثيل السياسي والدبلوماسي الخارجي.
• انتشار الواسطة والرشاوى والبيروقراطية في اغلب الدوائر الحكومية.
• تسطح المنتج الثقافي.
• العمل بردة الفعل والقرارات المتسرعة وغير الحكيمة.
• استغلال السلطة للمصالح الشخصية والحزبية والفئوية.
ما زال البعض يعيش الماضي وارهاصاته، ومنهم من تحول إلى تاجر سياسي يبيع ويشتري بكل شيء، مما ادخل البلد في دوامه الصراع والتراجع والانهزامية، وهذا واضح للعيان ولا يمكن ان نتغافل عنه بحجج واهية، فمشاريع الاصلاح فاشلة وخجولة، والكثير ممن يدعي ان الحل بيده، متناسيا أنه جزء من المشكلة، فالتشظي والانقسام الموجود، نتيجة طبيعية لتلك المقدمات الخاطئة.
مازالت البرامج والسياسات والخطط، متخلفة وغير فاعلة، لأنها تفتقر لأبسط معايير المواكبة الزمكانية، وتحول التنافس إلى صراع صفري بين الاحزاب لكسب المناصب وليس لبناء دولة عصرية، فالفاعل السياسي لم يكن على قدر المسؤولية، لأنه لم يستوعب المرحلة، حتى وصل الحال إلى أن اغلب الجماهير فقدت الامل في التغيير، فعاش البعض الاغتراب والاحباط والندم على الكثير من المتغيرات، مع فقدان الثقة بالطبقة السياسية، فمازال الموت والفقر والبطالة والمرض يعصف بالناس.
ان المعالجة الفورية، ضرورة حتمية لابد منها، وتبدأ من الجماهير ثم النخب ثم السياسيين وليكن الشغل الاهم هو اعادت صياغة الدستور بما يلائم طبيعة البلد وشعبه، وينسجم مع تطلعات المواطن ومصالحه، ويواكب التطور مع الحفاض على القيم والمبادئ السامية.
يري أرسطو أن الأوليغاركية تنتهي دائماً بحكم الطغيان، وتصبح مشكلتها الرئيسية هي الاستئثار بالسلطة. ويستخدم هذا التعبير في العصر الحديث لوصف الحكومات التي تعتمد على نفوذ أجنبي، أو التي ليس لها رصيد جماهيري، بحيث تعتمد على دوائر التأثير في السلطة مثل رجال المال أو الصناعة أو العشائر، وتستخدم اليوم لوصف الحكومات التي تتكأ على الدعم الخارجي، أو التي ليس لها حضور جماهيري.
ان بقاء الاشخاص الفاشلين على راس الهرم السلطوي من الاخطاء الكارثية والتي مازالت تعاني منها بعض الشعوب، والتي لا تملك الشجاعة على التغيير، والتي تعيش بعقلية (أفضل من هذا لا يوجد)