مائة عام من المعايشة
نحتاج إلى فترات من المعايشة مع ثقافات مختلفة وجماعات لها ميول مختلفة توازن تلك المعايشات نمط الشخصية الخاصة بنا عند التزاحم بالمجتمع والتعامل المباشر مع ثقافات وطبقات قد نلجأ إليها من باب تبادل المنافع وتبني تلك المعايشة جسور من التفاهم والوصول إلى أفضل النتائج من خلال الاحتكاك بكل ما هو مختلف ومعرفة مصطلحات تحمل فلسفة ذات طابع خاص تصعب علينا في بعض الأحيان ترجمتها تلك المعايشات تجعل منك انسان ناجح يصل إلى أهدفه في وقت أقصر واقل مجهود .
العزلة لها من المميزات التي تشبه شواحن البطاريات لكل من يريد التأمل وإعادة ترتيب الأوراق، ولكن لها من الآثار السلبية التي لا تمكنك في كثير من الأحيان للوصول إلى أفضل النتائج عند الحاجة للبعض فالفطرة تدفعنا إلى بعضنا وتجعل لكل منا منفعة للاخر فلا أجد في العزلة حل جذري لجميع المشكلات ولكنها تعتبر هروب مؤقت من بعض ضغوطات الحياة اشبه بإستخدام الادوية المسكنة للألام دون علاج السبب فلا مهرب من الأنخراط والتكيف مع جميع المستويات الاجتماعية فسرعة الأحداث وتبادل الأدوار وغياب الثوابت قد تفرض عليك الذهاب بعيداً عما كنت تزاوله من مهام يومية لذا يتطلب علينا التدريب بشكل دوري على مسايرة التغيرات الحتمية عندما تضرب في أي وقت.
مابين التجارب العملية والنظريات رابط وثيق فإن رسخت حياتك لقراءة الف كتاب لإكتساب الخبرات الحياتية فقد تنتهي حياتك وانت تقراء الكتاب ال ٩٩٩ دون أدنى انتفاع بتلك النظريات والتجارب التي مر بها المؤلفين دون الأنخراط والتجربة العملية والاحتكاك المباشر بمختلف أنماط الشخصيات فلك ان تقراء كتاب واحد يحدثك عن الأنماط الخاصة بالشخصيات لكي تجد العنوان المناسب والعبور نحو مبتغاك ومرادك.
الذكاء الاجتماعي هو نتاج تلك التجارب والمرور بالاخفاقات والتعرض للخسارة والفشل في بادئ الأمور كبداية مشروع يحتمل الخسارة أو المكسب أو حتى إنتظار الأرباح والتي لا تأتي في أولى السنوات من أنشائه تلك الموهبة التي تمنح من التجارب العملية في فن التعامل مع مختلف الثقافات وكيفية إستخدمها دون اللجوء إلى إستخدام هذا الذكاء في المكر أو التصنع بشخصية تحترف استغلال البعض…
شتان ما بين توظيف الذكاء الإجتماعي للوصول إلى هدف مشروع ومابين المكر والخداع والوقوف على نقاط الضعف للاخرين واستخدامها لاغراض قد تضر بهم هذا ما أردت ان أوضحه من خلال ذلك المقال فلابد عند وصولك الى مستوى عالٍ من فن التعامل ومعرفة أنماط الشخصيات بشكل أكثر سهولة أن يستخدم مع التمسك بالمبادئ التي من أجلها نسعى لاكتساب تلك الخبرات في فن التعاملات والا أطلق عليها فنون (النصب) أو مسميات أخرى، والتي تنتهي غالباً بوضع بصمة سوداء على جبين أصحابها يسهل أيضا على الجميع ملاحظتها بسهولة ويسر.