فكر الآباء و طريق الأبناء
من الطبيعي أن يقع أبنائنا في الأخطاء الحياتية و ان يخضعوا لكثير من التحديات مثل إدمان السجائر أو الحشيش للذكور و كذلك عدم إرتداء أو خلع الحجاب للاناث أو الامتناع عن آداء الصلوات الخمس لكل من الجنسين في مرحلة عمرية معينة و يمكن أن يصل بهم الوضع إلى التفكير في الأمور السببية و ان الانسان جاء من العدم أو أن الطبيعة كونت نفسها بالنظريات الفلسفية الخاطئة .
فيذهب بنا التفكير نحن أولياء الأمور تجاه أصدقاء و صديقات أبنائنا لنتأمل سبب ذلك التشتت الفكري و تغير الأحوال الحياتية التي تأتي بدون سابق إنذار لأننا إجتهدنا بتربية أبنائنا و بذلنا المزيد من الوسع لتوجيههم توجيهاً صحيحاً.
فيمكن من كثرة قلقنا على أبنائنا أن نغفل قانوناً حياتباً و هو أن من لديه الاستعداد لبذل الوسع ليخطئ خطئاً جسيماً فلن تقف أمامه السماء و الأرض و لا الجبال و التلال و لا المدن و القرى.
فاذا كان الأصدقاء و الصديقات محرضون لأبنائنا على إرتكاب الأخطاء فلابد أن الوازع التربوي الذي زرعنا بذرته داخلهم سيفرض نفسه تجاه القرار أن يقوموا بتعديله و السير على القيم و المبادئ التربوية
في الحقيقة يا سادة أننا لسنا مدركين أن الخطأ طبيعة بشرية تتناسب مع المرحلة العمرية للفرد و ان الفتن لا مفر منها أبداً و لذلك فإن المغفرة طبيعة الهية يدركها الفرد إذا إنحرف عن الطريق فيعود آسفاً عن خطئه لمن خلقه ليبدأ من جديد و يعود للحياة .
فالانسان يمر بمراحل كثيرة من الولادة إلى الطفولة إلى المراهقة إلى الشباب إلى الشيب .
مرحلة الولادة :
هي الحنان و العطاء و هي من ألذ المراحل العمرية لسائر أفراد المنزل حيث يستمتع بها الجميع ليراقبوا الأيام التي يتغير فيها المولود و يبذل الوسع في التشبث بالحياة
مرحلة الطفولة :
هي التعلم و الاستكشاف من جانب الطفل فيتعلم كل شئ عن طريق التجربة والألم ليبدأ بالتجربة مرات و مرات فيتعلم مراراً و تكراراُ
مرحلة المراهقة :
هي التمرد و العناد و محاولة تغيير النظام المنزلي من حيث الاتجاهات و الأفكار و العادات و التقاليد
مرحلة الشباب :
هي تحمل المسؤلية تجاه المستقبل و تكوين أسرة جديدة ليتكون منزل جديد و ابناء جدد
مرحلة الشيب :
هي الحصاد الفعلي للحياة فهي النتيجة الحتمية للطريق
يا سادة الأساس هو التربية إذا كانت صحيحة و سليمة مغلفة بالحب غير المشروط ستحمي أبنائنا حتماً من أي تحديات حياتية أياً كانت قوته و مهما إنساق أبنائنا خلف غرائزهم بالتأكيد سيعودوا للصواب مرة أخرى بفعل دورنا بالمجتمع من احتواء و احتضان و عدم رفض مهما كانت النتائج
أبنائنا أغلى ما في الكون لن تتغير نظرتنا لهم مهما أخطئوا حتى و ان رفضهم المجتمع بأكمله فهم أبنائنا