أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 23″

الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 23″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 23″

ونكمل الجزء الثالث والعشرون مع نبي الله يوسف علية السلام، وقد عقب القرطبي في تفسيره على قصة زواج نبى الله يوسف عليه السلام بعد ذكرها بقوله، فالله أعلم، مما يوحي بأنها غير ثابتة، وعلى كل حال فكونه تزوجها أو لم يتزوجها لا يترتب عليه حكم ولا ينبني عليه عمل، ولو كانت لنا في ذلك فائدة لقصه علينا الله تعالى كما قص علينا غيره من العبر كما أنه لم يذكر في القرآن الكريم صراحة مصير السيدة زليخة وزواجها من نبى الله يوسف عليه السلام من عدمه لم يرد ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة كذلك، وعلى الرغم من أن المؤرخين والرواة المعاصرين لا يوافقون على أن زواجا تم بينهما مستشهدين على ذلك ببعض الدواعي بالنسبة إليهم وهي أيضا ليست دواعي سببية قاطعة إلا أن ثمة معلومات واردة في كتب التاريخ الإسلامي مثل تاريخ الطبري.

والكامل لابن الأثير وهما من أهم المصادر الرئيسية للمسلمين، وقيل أنه عندما مات زوج زليخة، وقد زوجها ملك مصر من نبى الله يوسف عليه السلام، وفي تلك الأثناء دار حديث بين يوسف عليه السلام وزليخة، فقد قيل أنه قال لها يوسف عليه السلام أليس ذلك خير من الذي أردته مني وقتئذ؟ فهنا قالت زليخة أيها الصديق، لا توبخني، فكما تعرف أنا كنت امرأة ذات منصب وجمال تعيش في امكانات الدولة ونعيم الدنيا، وزوجي لم يكن يتصل بالنساء، ولقد خلقك الله في أحسن تقويم، وكما تعرف أن شِقوة نفسي كانت قد غلبت علي، وفي ضوء المعلومات الواردة في هذه المصادر أيضا فإنه وجد نبى الله يوسف عليه السلام السيدة زليخة عذراء، وحسب روايات عادت زليخة إلى أيام شبابها بإحسان من الله تعالى، وأنجبت من نبى الله يوسف عليه السلام ولدين.

ومن المستحيل ألا يعقد نبى الله يوسف عليه السلام قرانه على زليخة لأن الزنا حرام في شرع جميع الرسل بدءا من سيدنا آدم عليه السلام وصولا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما عن زليخه، فكان اسمها راعيل بنت رماييل، وزليخه كان لقبها، وكان زوجها هو بوتيفار عزيز مصر، أي رئيس الوزراء في عهد الملك أمنحوتب الثالث الذي يُعد من أعظم الملوك الذين حكموا مصر عبر التاريخ، وكانت مشهورة بجمالها وكبريائها الذي أضحى تكبرا وأنفة، وبعد أن ألقى أخوة نبي الله يوسف عليه السلام في الجب، عثر عليه تاجر عربي اسمه مالك بن زعر، وحمله معه إلى مصر، حيث كانت تسير قافلته، وهنالك قام ببيعه بسوق النخاسة لبوتيفار عزيز مصر الذي أدخله إلى بلاطه وهو طفل ولم يعامله معاملة العبيد، بل أوصى زوجته زليخه بالإحسان إليه.

لما وجد فيه من الفطنة والذكاء والرأي الثاقب، وقد نشأ نبى الله يوسف عليه السلام ترعرع في بلاط العزيز مدة أحد عشر عاما إلى أن صار شابا حسن الوجه حلو الكلام، شجاعا قويا، وذا علم ومعرفة، وكان لا يمضي يوم إلا ويزداد شغف زليخا بيوسف إلى أن راودته عن نفسه ظانة منه أنه سيطيعها في معصية الله سبحانه وتعالى، إلا أن نبى الله يوسف عليه السلام أبى أن يرتكب المعصية وهرب خارجا لكنهما وجدا بوتيفار عند الباب، وعندما رأى بوتيفار أن قميص يوسف قد تقطع من الخلف أيقن أن زوجته زليخه هي من راودت نبى الله يوسف عليه السلام عن نفسه، فقال كلمته الشهيرة التي ذكرها القرآن الكريم فى سورة يوسف ” فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ” واستشاطت زليخه غضبا ولم تطلب الصفح عما اقترفت.

بل سعت جاهدة إلى تبرير صنيعها بإقامة حفل لنساء أكابر مصر اللاتي تكلمن عنها، ثم طلبت من يوسف أن يخرج عليهن، فإذا بالنسوة يقطعن أيديهن مبهورات من جمال يوسف، وعندما استعصم النبي يوسف وأبى ارتكاب الفحشاء، سعت زليخه إلى سجنه حتى ينصاع لرغباتها، لكنه ثبت على موقفه فقال كما جاء فى سورة يوسف ” قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه ” ولما دخل نبى الله يوسف عليه السلام السجن أرادت زليخه سماع صوته، فقالت للسجان أضرب يوسف لكي أسمع صوته، فقال السجان لنبى الله يوسف عليه السلام لقد أمرتني الملكة أن أضربك لتسمع صوتك، ولكن سوف أضرب الأرض وأنت اصرخ، فأخذ يصرخ عليه السلام، فأرسلت الملكة للسجان في اليوم الثاني فأمرته أن يضرب نبى الله يوسف عليه السلام لكي تسمع صوته.