الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 22″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 22″
ونكمل الجزء الثانى والعشرون مع نبي الله يوسف علية السلام، وفى زمن ميلاده صدرت الأوامر من فرعون هذا العصر باستباحة دماء ذكور أطفال بنى إسرائيل، وعندما خافت أم موسى استجابت لوحى السماء وألقته فى النهر، فحمله إلى بيت هذا الفرعون الظالم، وانتشل من النهر ورأته امرأة فرعون وتعلقت به، وعاش فى كنف البلاط الملكى وتربى تربية الأمراء، فأتاه الله علما واسعا ثم حكما فى أقوى وأعظم دولة فى العالم، وفرضت الظروف على موسى، أو كان ذلك قدره، أن يخرج هاربا من مصر إلى أرض مدين، وهناك تزوج وعاش سنوات من عمره يعمل فى الرعى، وخرج بأهله متنقلا بين مراعى الصحراء، ومنذ أن حل بهذا الوادى حتى لحظة أن رأى النار لم يكن يتوقع هذا التغيير العظيم القادم فى حياته.
ولقد كان هناك إكتشافات حديثه ولكن الغريب أن الكشف الأثرى الجديد، يأتى مصحوبا بعدد من التساؤلات حول حقيقة دفن إخوة النبى يوسف عليه السلام فى مصر، وحقيقة المقابر الموجودة بالفعل والمعروفة بمشهد إخوة يوسف عليه السلام، وأسئلة أخرى عن هوية صاحب مقبرة بنيامين أخو يوسف الصديق، الموجودة الآن بمنطقة الدرب الأحمر، وكان فى البداية قد اختلفت الدراسات حول حقيقة إن كان إخوة النبى يوسف عليه السلام ماتوا ومن ثم دفنوا فى مصر، أم أنهم دفنوا فى مكان آخر، وبحسب كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، للقس منيس عبد النور، فإن سفر الأعمال يذكر أن يعقوب دفن بشكيم، وهو الاسم القديم لمدينة نابلس، والمقصود من اسمه بنى يعقوب، موضحا أن هناك تقليدا يهوديا يرجح بأن إخوة يوسف عليه السلام دفنوا هناك.
لكن هناك من يرفض ذلك التقليد، بينما يذكر كتاب من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية أن أهل السير ذكروا أن إخوة يوسف عليه السلام ماتوا بمصر، وهو أيضا يقصد النبى يوسف عليه السلام ولكنه أوصى بنقل جثمانه إلى الشام قبل وفاته، وهو ما قام به النبى موسى عليه السلام، وأما عن إخوة نبى الله يوسف أسماؤهم فهم روبيل وهو أكبرهم وشمعون، ولاوى، ويهوذا، وزيالون، ويشجر وأمهم ليا بنت لابان وهى بنت خال يعقوب وولد له من سريتين أربعة نفر، دان، ونفتالى، وجاد، وأشر ثم قيل توفيت ليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف، وبنيامين فكان بنو يعقوب اثنى عشر رجلا، وبحسب ما يوضح الكتاب المقدس فإن يوسف عليه السلام توفى فى مصر بعد أن عاش مائة وعشرة سنوات ودفن فيها، وبعدها تم نقل رفاته إلى بلاد الشام.
أيام نبى الله موسى عليه السلام بناء على وصيّة من نبى الله يوسف عليه السلام، وقبره على الأرجح فى فلسطين بمدينة نابلس، أما إخوته فهناك مشهد لإخوة يوسف عليه السلام، وهو أحد المساجد التى أنشئت فى عصر الدولة الإيوبية فى مصر، حيث يقع هذا المشهد بالقرافة الجنوبية على بعد مائة متر شمال مسجد لؤلؤة، لكن ليس هناك أى دليل على وجود جثمانهم فيه، وفيما ترددت رواية أخرى علي قيام كليم الله ونبيه موسي عليه السلام بنقله من النيل إلي بيت المقدس أوالخليل أو طبقا لرواية ثالثة في نابلس بفلسطين فيما ردد البعض أنه دفن بجوارخليل الله إبراهيم أو أبيه يعقوب دون أن يستطيع أحد ان حسم مصير مكان الدفن، ومن المهم هو الإشارة إلي أنه وبعد أن منّ الله على نبى الله يوسف عليه السلام وأعطاه من النعيم في الدنيا.
فقد اشتاقت نفسه للقاء الله عز وجل وقيل بأنه هو أول نبي تمنى الموت، وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالي ” رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين ” ولكن فى النهاية ما هى صحة الرواية القائلة بأن النبي يوسف عليه السلام قد تزوج من زليخة بعد خروجه من السجن؟ وهنا فلم نقف على دليل يثبت ما ذكره بعض المفسرين في قصة يوسف عليه السلام من أنه تزوج امرأة العزيز أو زليخا، ولعل مصدر المفسرين في ذلك هو إسرائيليات، فقال ابن كثير، وأكثر أقوال المفسرين هاهنا متلقى من كتب أهل الكتاب، فالإعراض عنه أولى، وقد عقب القرطبي في تفسيره على قصة زواج نبى الله يوسف عليه السلام بعد ذكرها بقوله، فالله أعلم.