الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 16″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 16″
ونكمل الجزء السادس عشر مع نبي الله يوسف علية السلام، ولم يكن يعلم كليم الله حتي هذه اللحظة مكان دفنه فقيل له إن عجوزا من بني إسرائيل تعرف مكان دفنه فلجأ إليها نبى الله موسى عليه السلام ليسألها فأعلمته بأن قبر يوسف عليه السلام في صندوق في النيل، وفي رواية أخرى، قيل أن كان هناك جارية المقتدر التي كانت تسكن القدس وقد سألت عن قبر يوسف عليه السلام لإظهار القبر وبناءه، فخرجوا إلى البقيع بالجزيرة العربية ووجدوا هناك حجرا كبيرا، فأمر إبراهيم الخلنجي بكسر الحجر، وانكسرت منه قطعة كبيرة فلما أزاحوا الحجر فإذا بنبى الله يوسف علية السلام ولم يتغير شيء من حسنه ولا جماله، وصارت روائح القبر تفوح بالمسك، ثم أغلقوا الصخرة وبنيت عليها القبة الموجودة إلى الآن، وتسمى بالقلعة.
وفى منطقة الباطنية بالدرب الأحمر خلف الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، هناك مسجد مغلق منذ فترة وفوقه لافتة مدون عليها هنا قبر سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف الصديق، لكن الطريف أن بنيامين له مقامات فى عدة أماكن أخرى أيضا مثل فلسطين، وفى لبنان، وأن هناك روايات عديدة تم تداولها حول مكان قبر نبى الله يوسف عليه السلام حيث ردد البعض أن مكان دفنه في نيل مصر حتي اختلف المصريون القدماء حول مكان دفن عزيزهم واجتمعوا علي ضرورة أن يكون القبر في بقعة آمنة بنيل مصر حتي تعم بركة نبي الله علي الجميع، وكان عندما رأى يوسف عليه السلام يوما في منامه، أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ، ذهب إلى أبيه يعقوب في هذه الرؤيا، فعرف أن ابنه سيكون له شأن عظيم.
فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه، فيفسد الشيطان قلوبهم، ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله تعالى من فضله، فلم يقص رؤيته على أحد، وكان يعقوب يحب يوسف حبا كبيرا، ويعطف عليه ويداعبه، مما جعل إخوته يحسدونه، ويحقدون عليه، فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة تبعده عن أبيه، فاقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف عليه السلام أو يلقوه في أرض بعيدة، فيخلو لهم أبوهم، وبعد ذلك يتوبون إلى الله، ولكن واحدا آخر منهم رفض قتل يوسف عليه السلام، واقترح عليهم أن يلقوه في بئر بعيدة، فيعثر عليه بعض السائرين في الطريق، ويأخذونه ويبيعونه، ولقيت هذه الفكرة استحسانا وقبولا، واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده، وأخذوا يتشاورون في تدبير الحيلة التي يمكن من خلالها أخذ يوسف وتنفيذ ما اتفقوا عليه، ففكروا قليلا.
ثم ذهبوا إلى أبيهم وقالوا له، فأجابهم يعقوب أنه لا يقدر على فراقه ساعة واحدة، وفي الصباح، خرج الأبناء جميعا ومعهم يوسف إلى الصحراء، ليرعوا أغنامهم، وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ اتفاقهم، فساروا حتى وصلوا إلى البئر، وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها، وشعر يوسف بالخوف، والفزع، لكن الله كان معه، حيث أوحى إليه ألا تخاف ولا تجزع فإنك ناج مما دبروا لك، وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم، جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله، واخلعوا يوسف قميصه، وذبحوا شاة، ولطخوا بدمها قميص يوسف عليه السلام وفي الليل، عادوا إلى أبيهم، ولما دخلوا عليه بكوا بشدة، فنظر يعقوب عليه السلام إليهم ولم يجد فيهم يوسف عليه السلام معهم.
لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا، وتركوا يوسف عليه السلام ليحرس متاعهم، فجاء الذئب وأكله، ثم أخرجوا قميصه ملطخا بالدماء، ليكون دليلا لهم على صدقهم، فرأى يعقوب عليه السلام القميص سليما، حيث نسوا أن يمزقوه، فقال لهم عجبا لهذا الذئب كان رحيما بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه، أما يوسف عليه السلام فكان لا يزال حبيسا في البئر ينتظر الفرج والنجاة، وبينما هو كذلك، مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر، فأرادوا أن يتزودوا من الماء، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء، فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف، فنظر في البئر فوجد غلاما جميلا يمسك به، فأخرجه فإذا بإخوة يوسف عليه السلام ينظرون فأتوا إليه وقالوا هذا عبد لنا آبق، فسكت يوسف عليه السلام خوفا من إخوته فشروه بثمن بخس لأنهم لم يكن المال هو مايريدون.