الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 15″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 15″
ونكمل الجزء الخامس عشر مع نبي الله يوسف علية السلام، وقد تميز النبي يوسف عن غيره من الأنبياء والبشر، بتعرضه للعديد من الفتن والاختبارات في حياته بسبب ذكائه الشديد وحسنه وجماله الآسر، فقد كان النبي سوف عليه السلام بارعا في تفسير الأحلام والرؤية، كما كان سريع الحفظ وعالما في الحساب وموازين الأمور، فعينه ملك مصر مسؤولا عن خزائن مصر وأموالها، وقد كان عليه السلام صبورا مؤمنا وتقيا، فقد ظلم أكثر من مرة في حياته، أولها من قبل أخوته الذين رموه في البئر وادّعوا بأن الذئب أكله، وفتنة زوجة العزيز التي دعته لنفسها وأبى خوفا من غضب الله وبسبب أخلاقه العالية فتم سجنه ظلما وبهتانا، ومعروف أن النبي يوسف عليه السلام توفى في مصر لكن الروايات تعددت وكثرت عن مكان دفن جثمانه.
ومكان وجود قبره عليه السلام ومن هذه الروايات، أنه يوجد مقام للنبي يوسف عليه السلام في نابلس في فلسطين، ويوجد في المنطقة الشرقية من المدينة بجانب تل بلاطة الأثري، ويزور هذا المقام الفلسطينيون من كل فلسطين للوفاء بنذورهم، لأنه يعتبر مكانا دينيا، لكن في الحقيقة تنفي جميع المصادر التاريخية وجود قبر النبي يوسف عليه السلام في هذا المكان، بالرغم من تأكيد الرواية اليهودية لوجود القبر في نابلس، وأن النبي موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر إلى فلسطين وبحسب وصية النبي يوسف عليه السلام قام نبي الله موسى بأخذ رفات النبي يوسف عليه السلام ودفنها في نابلس، لكن الجدير بالذكر أن التوراة التي ذكرت هذه المعلومات كتبت بعد ستمائة عام من مجئ النبي موسى عليه السلام.
فمن المستبعد بشكل كبير أن تكون هذه الرواية صحيحة، ويعتقد أن النصب الموجود في نابلس هو مجرد نصب ديني تذكاري يجب علينا احترامه بالرغم من عدم وجود جثة النبي يوسف عليه السلام فيه، وأيضا قيل أن القبر الموجود في مدينة الخليل في فلسطين، لكن هذا القبر ترجح المصادر التاريخية بأنه غير ممكن بتاتا أن يكون قبر النبي يوسف عليه السلام، لأن القبر بني على أساس حلم لوالدة أحد الخلفاء العباسيين، حيث حلمت أن النبي يوسف عليه السلام مدفون في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وعندما تم البحث في الحرم الإبراهيمي وجد هنالك خشبة فتم الاعتقاد بأنها خشبة من مخلفات القبر وعلى أساسها تم بناء القبر الموجود في الخليل، وتذكر الروايات أن النبي موسى عليه السلام قبل خروجه من مصر بحث عن قبر النبي يوسف.
وقامت امرأة بدله على مكان القبر بشرط أن يدعو لها بطولة العمر، قيل بأن تكون رفيقته فى الجنة، وبعد أن وجد القبر أخذه وقام بدفن جثمانه بجانب قبر والده النبى يعقوب عليه السلام وجده نبى الله الخليل إبراهيم عليه السلام، وقيل أن نبى الله موسى عليه السلام، وبحسب راوية شائعة، استخرج الجثة من النيل وأخذه معه لبيت المقدس وتم دفن يوسف عليه السلام بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم عليهم السلام في مدينة الخليل وفي روايات أخرى أنه دُفن في مدينة نابلس في فلسطين، وإن بعض المؤرخين والباحثين أشاروا إلي أن مكان دفن نبى الله يوسف عليه السلام لا زال في مصر في نهر النيل وقيل أيضا بأنه لايوجد قبر نبي من أنبياءالله تعالى معروف مكانه وتتعدد الروايات والقصص الكثيرة حول أماكن دفنهم عليهم السلام،
وهناك أيضا عدد من المؤرخين أجمعوا أنه حين حضر نبى الله يوسف عليه السلام الموت جمع إليه أخوته وقومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه وتوفي عليه السلام وكان عمره مائة وعشرون عاما، وبعد موت يوسف عليه السلام فقد اختلف أهل مصر في مكانِ دفنه واشتد الصراع بين الناس وتعددت الروايات ولكن الراجح منها أن قوم يوسف عليه السلام سواء من أرض كنعان أو من مصر قد اتفقوا في النهاية على وضعه في صندوق من المرمر ودفنه في نهر النيل بحيث يمر عليه الماء وتصل بركته لجميع مدن وقرى مصر وما حولها، وأن قبر نبى الله يوسف عليه السلام قد ظل في مكانه لسنوات طويلة إلي أن أوحى الله إلى نبيّه موسى عليه السلام، أن ينقل قبر يوسف عليه السلام إلى بيت المقدسِ عند آبائه.