الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 13″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 13″
ونكمل الجزء الثالث عشر مع نبي الله يوسف علية السلام، وبعد ما استقر وضع يوسف عليه السلام وأصبح عزيز مصر، ورؤيته لأبيه نبى الله يعقوب عليه السلام وإخوته، فقد طلب من الله عز وجل أن يقبض روحه ويتوفاه ويجمعه مع النبيين والصديقين في جنات النعيم، وأن ينتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة التي فيها الحياة الدائمة، ويذكر أنه لم يطلب نبي من الله أن يتوفاه قبل نبى الله يوسف عليه السلام، وبعد موته تم دفنه في مصر، ويروي سفر التكوين كيف كان يوسف الابن الحادي عشر من أبناء يعقوب الاثنى عشر، وبكر السيدة راحيل، وقد ألقى أخوة يوسف الغيورون إياه في بئر لكنه صار بعد ذلك أكثر الرجال نفوذا في مصر إلى جانب ملك مصر، والجدير بالذكر أن يوسف عليه السلام جاء مصر قبل غزو الهكسوس لمصر السفلى.
لذلك أطلق على حاكم مصر في عهد يوسف بالملك بينما أطلق على حاكم مصر في عهد موسى، فرعون وهو لقب الحاكم المصري، وعندما حلَت المجاعة على البلاد، جلب يوسف عليه السلام بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين، وقد خُصصت سورة كاملة فى القرآن الكريم لسرد قصته، وهي الحالة الوحيدة في القرآن الكريم التي تخصص فيها سورة كاملة لسرد قصة نبي، وتوصف هذه السورة بأنها أفضل القصص، وتذكر القصة أن يوسف كان أقرب الأبناء إلى يعقوب أبوه ومن أجمل البشر ونتيجة لغيرة إخوته منه فقد رموه في بئر وعادوا إلى أبيهم واتهموا الذئب بأنه أكل يوسف وعندما مرت قافلة أتى إلى البئر من يجلب لهم الماء فوجدوا يوسف فاحتفظوا به كعبد وباعوه فيما بعد ليصل إلى عزيز مصر.
والذي كان بدون أولاد فأخذوه هو وامرأته واعتنوا به ونتيجة لجماله وجاذبيته اغرمت به امرأة عزيز مصر وحاولت إغوائه فرفض وأثناء هروبه انقطع قميصه وكان وقت عودة العزيز إلى مخدعه ليجد هذه الصورة فاتهمت زليخا امرأة العزيز يوسف بمحاولة اغوائها ولكن شهادة أحد أقربائها برأت يوسف وانتشر خبر هذا الحادث بين نساء المدينة فأرادت زليخا أن توضح لهن جمال يوسف فدعتهن إلى عزيمة، وتعمدت إعطاء كل مدعوة سكين لتقطيع الفواكه وأمرت يوسف بالدخول عليهن وعندما وقع بصرهن على يوسف صعقن بجماله وقطعن أيديهم بدون أن يشعرن، وقد ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “أوتي يوسف شطر الحسن” وأن هناك اختلاف واحد واضح بين رواية القرآن ورواية الكتاب المقدس.
ففي القرآن لم يحدد اسم الملك بينما ذكر الفرعون في الكتاب المقدس، وللقصة نفس الأحداث العامة كما سردها الكتاب المقدس، لكن مع اختلافات محددة، ففي القرآن، طلب الأخوة من يعقوب أن يدع يوسف يذهب معهم، والحفرة التي ألقى فيها يوسف كانت بئرا، واتخذت القافلة المارة يوسف عبدا، وأما في الكتاب المقدس، يكشف يوسف عليه السلام عن هويته لإخوته قبل عودتهم لأبيهم في المرة الثانية عقب شراء الحبوب، وينطبق الشيء نفسه في الرواية الإسلامية، لكنهم يُجبرون على العودة إلى يعقوب دون بنيامين، ويبكي الأب الأعمى، ويظل هكذا إلى أن يعود الأبناء من مصر، والبشير الذي جلب معه ملابس يوسف عليه السلام التي عالجت عينيه بمجرد أن وضعها على وجهه، وكما يذكر التفسير أيضا أن زليخة.
زوجة بوتيفار التي حاولت إغواء يوسف عندما كان خادما في منزلها، قد تزوجته لاحقا ولكن قيل أنه لا يوجد دليل على ذلك في القرآن الكريم أو السنة، وعندما علا شأنه ليصبح حاكم مصر، وقد وُصف حبهما بالشديد والعميق في الأدب والقصائد الشرقية، ويُحتفل بذكرى يوسف عليه السلام كواحد من الأجداد المقدسين في تقويم القديسين في الكنيسة الأرمنية الرسولية فى اليوم السادس والعشرين من شهر يوليو، وفي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية التي تتبع المذهب البيزنطي، يُعرف باسم يوسف ذو الجمال الآسر، وهو إشارة ليس فقط إلى مظهره الخارجي، لكن الأهم من ذلك جمال حياته الروحية، وهم أيضا يحيون ذكراه يوم أحد الأجداد المقدسين وهو قبل أسبوعين من عيد الميلاد.