“دور الأمة في ذكرى الهجرة النبوية المشرفة”
بقلم/مغازي منصور
إن الأمة التي تريد أن تخرج من تيهها، وتنهض من كبوتها؛ لا بد أن تأخذ بأسباب النجاة، وعُدَد النهوض، ثم تنطوي قلوبها على سراج من التوكل على الله، وأن تمتثل للمنهج الذي رسمه لها ربها، وطبقه رسولها صل الله عليه وسلم، وأن تهجر السوء والعصيان، ويتجلى ذلك في هجرة المعاصي والذنوب التي أوهنت الأمة، وبددت قواها، وهزت كيانها؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم (ألَا أُخْبِرُكُم مَنِ المُسلِمُ؟ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، والمُؤمِنُ مَن أمِنَه الناسُ على أمْوالِهِم وأنْفُسِهم، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطايا والذُّنوبَ، والمُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفْسَه في طاعةِ اللهِ) وقوله صل الله عليه وسلم (المسلمُ من سَلِمَ المسلمونُ من لسانهِ ويَدِهِ، والمهاجرُ من هَجَرَ ما نهى اللهُ عنهُ).
إن مفهوم الهجرة يعني أن نهجر السوء بكل أشكاله وأن نودع الكسل بكل ألوانه، وأن نهاجر إلى الله بأرواحنا وأجسادنا قاصدين مرضاته، وأن لا نسيء إلى الإسلام بتصرفاتنا الخاطئة، فالهجرة معناها أن نغزو الصحراء لنعمرها، وأن نستثمر كنوز الأرض وأن نقتحم العقبات والمصاعب وأن نحافظ على أمن الوطن وسلامة أبنائه، وأن نحب الوطن ونضحي من أجله بأرواحنا وأبنائنا وأموالنا، وأن نعيد إليه أمجاده مستلهمين القدوة من رسول الله صل الله عليه وسلم في الولاء والحب للوطن فقد نظر إلى [مكة] مسقط رأسة حين هاجر مخاطباً إياها ” والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ”