النوستالجيا
النوستالجيا كلمة يونانية تعنى “ألم الشوق”..
وتستخدم حالياً للتعبير عن الحنين إلى الماضي أو إلى مكان يرتبط بذكريات سعيدة ..أى إلى الأيام الخوالى الطيبة. أو إلى أشخاص كان لهم دور أو حضور فى حياة المرء.
كنت أتأثر وانا في الغربة ، لدرجة عدم القدرة على حبس الدموع وانا اسمع
” ياعزيز عينى.انا بِّدى اروّح بلدى “(محمد رشدى) أو اردد مع محمد الحلو “أهيم شوقاً أعود شوقا”..مرات عديدة وانا خارج مصر..
وكانت مناسبات الأعياد أو رمضان..موجعة أحياناً..كنت أشعر خلالها بالوحدة.
هو الحنين إلى الوطن..الأهل..الأصحاب..الأماكن ..والذكريات.
شوارع الزقازيق ..نيل القاهرة ليلاً ، كورنيش بحري إسكندرية عصراً ، وحتى إلى مكتبة أو مطعم أو ملعب أو مقهى ، ومع صداقات شباب لاتنسى ، و الى الأسرة و الام خاصة ، مع الاخوة و الاخوات و الاقارب ، ومع الجيران وزملاء الدراسة أو العمل أو السفر.
إلا ان الأمر قد يتحول الى حالة مرضية تستدعى علاجاً نفسياً ..حيث يتحول ذلك الحنين إلى اكتئاب إذا إستمر إنغماس الانسان فيه أكثر من اللازم..
أى إذا ظل الشخص يرى أن الماضى بكل أحداثه وما فيه من علاقات كان أسهل وابسط واكثر جمالاً ومتعة من الحاضر.
حيث يتحول الأمر إلى خوف ورهبة من الحاضر أو المستقبل فيما يطلق عليه ” متلازمة نوستالجيا ” ، والتى يلجأ فيها المرء إلى الهروب من الواقع المؤلم عائداً إلى الماضي الجميل .
وفى الحالات الحرجة من تلك المتلازمة قد تظهر على المريض أعراضاً خطيرة مثل دوام الأوهام والتخيل، وانكار الواقع، بل والاغماء..و حتى الجنون..وقد تتفاقم الحالة لدرجة التفكير كثيراً فى الانتحار.
ويمكن التخلص من تلك الأعراض أو من الحالة عن طريق الرضا بالواقع ، والحفاظ على علاقات طيبة مع الآخرين ، ومع نسيان الذكريات والصراعات المؤلمة التي حدثت فى الماضى ومع شغل النفس بالأمور أو الهوايات والانشطة التى نحبها أو النشاط الاجتماعى المفيد.
وقبل ذلك كله.. العودة إلى الله..وشكره دوماً على نعمه وعطاياه .
والآن اتذكر فسحة في إسكندرية أو سهرة في القاهرة أو جولة في بورسعيد وذكريات بصحبة الكلية أو ليالي أم كلثوم أو أفلام زمان..
ذكريات أول يوم تخرج و اول مرتب و اول سفر بالطائرة ، أول مقال صحفي أكتبه، أول مرتب ضخم أحصل عليه، أول رواية أعيش معها للصباح ، أو عشق أفلاطونى ..
جميعنا هذا المصاب بالنوستالجيا .