أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

امنيه صبح تكتب السلوك القاتل والمدرسة

السلوك القاتل والمدرسة

 

بقلم / امنيه صبح

 

السلوك القاتل يمكن أن يبدأ مع الطفل منذ نشأته ولكن يستوقفني سؤال مهم !

ما هي بداية النشأة الحقيقية للطفل عند احتكاكه بالمجتمع؟

نعم …هذا صحيح ، إنها هي تلك الإجابة التي تواردت في ذهنك ….نعم هي أنها ( المدرسة)

 

المدرسة هي رحلة عمر، فهي مجموعة مراحل يمر فيها جميع الأطفال منذ نعومة أظفارهم حتى مراهقتهم وشبابهم، إذ تُعَدُّ المدرسة البيت الثاني والمعلم والمربي الذي يصقل الطفل ويقوِّمه ويُغني مهاراته ويبرز مواهبه ويوجهه إلى الطريق الصحيح، فهي تمده بالعلم والمعرفة وتشارك والديه بتربيته وإغنائه بالقيم المثلى، وتَبني شخصيته وثقته بنفسه، وتُعَدُّ الرحلة الأولى التي يواجه فيها الطفل الحياة الاجتماعية خارج نطاق منزله وبعيداً عن أهله.

 

مع التطور العلمي الذي وصل إليه العالم زادت التحديات التي تواجه المدارس وذلك لتهيئة الأجيال القادمة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ومواكبة التطور والتقدم الحضاري، وتعد المدرسة من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية بسبب دورها التربوي والتعليمي، فالمدرسة هي التي تكون شخصية الطالب ومهاراته وقدراته المختلفة في شتى المجالات.

ولكن يستحضرني سؤال مهم اخر ؟

هل المؤسسة التعليمية ( المدرسة ) بهذه المثالية التي عرفناها بها ؟

هل المؤسسة التعليمية (المدرسة ) حقا تساعد الأطفال ام تقتل أحلامهم وإبداعاتهم ؟

هيا بنا نتعرف على أنواع ممارسة السلوك القاتل ( التنمر ) فالمدرسة وما تأثيرها على الطفل؟

يجب أولاً نتعرف على الأشخاص التي تساهم في تواجد ذلك السلوك داخل المدرسة .

1- ( مدير المدرسة )

من الشخصيات في الرتبة الأولى بالمدرسة ولكن الأقل تأثير مباشر على الطفل لأنه لا يتعامل بشكل دائم ومستمر مع الطفل ، يمكن أن يكون مدير المدرسة من المؤثرين في المدرسة بالسلب و الإيجاب ولكن كيف ؟

*بعدم أخذ مواقف وقرارات حازمة في وضع قوانين للمدرسة وتطبيقها بالفعل .

*أن يكون هو شخصياً شخص متنمر متعمِد أو لا

 

2- ( المعلمين )

مبدأيا يجب أن نتفق جميعاً بأن المعلم هو من الأفراد التي تتعامل مع الطفل بشكل مباشر وصريح ، ويكون عليه مسؤولية كبيره لأنه يأخذ مكانة الأب والام أثناء تواجد الطفل في المدرسة ، إن المعلم له نوعين من التأثير ( الإيجابي / السلبي )

 

تأثير المعلم على الطفل بالايجاب ، سيؤدي هذا التأثير علي وجود ثقه كبيرة بين الطفل والمعلم ويترتب علي ذلك استقبال الطفل المعلومات العلمية والنصائح الأخلاقية.

ولكن عندما نتكلم عن التأثير السلبي فهو بشكل مباشر يؤثر على الطفل وفي بعض الأحيان يكون الموقف معاكس أي أن المعلم هو من يتعرض للتنمر من الطلاب ، يؤثر سلوك التنمر على العلاقه بين الطفل والمعلم .. مثال 

* يري الطفل أنه مبدع في مجال الرسم ، فهو يحب أن يرسم في جميع كراسات الواجب المنزلي ، فيأتي المعلم عندما يصحح الواجب المنزلي فيأخذ رد فعل عنيف مع الطفل وأن يهدم تلك الأفكار والابداعات بتوجيه الطفل لعدم وجود تلك الرسومات مرة اخرى .

من هنا يأتي الطفل السلبي ضعيف الشخصية بجانب صفات كثيرة تتكون لديه بسبب تعرضه لذلك السلوك في مختلف المواقف .

 

3-(الأخصائي الاجتماعي)

دور الأخصائي الاجتماعي مهم في المدرسة ، فعندما تأتي مشكله إليه من طالب يجب عليه اتخاذ جميع القرارات الصحيحة في هذه المشكلة ولكن يمكن أيضاً أن يكون الأخصائي الاجتماعي متنمر ولكن كيف؟

التنمر له أساليب كثيرة جداً ومن تلك الأساليب يمكن أن تكون (السلبية) ، نعم إن السلبية يمكنها أن تكون من أساليب التنمر ومثال على ذلك 

* عندما تأتي مشكله شكوى من طالب بأنه يتعرض للتنمر اللفظي ، فيأتي الأخصائي يقول له / هذا الأمر طبيعي للغاية ولا تعطي أي أهمية لهذا السلوك .

هنا أسلوب التنمر وهو  عدم اهتمام الاخصائي بمشكلة الطفل ، فيشعر الطفل بأنه ضعيف لا يستطيع أن يأخذ رد فعل مناسب تجاه من يتنمر عليه.

 

4- (الطفل المتنمر

له سلوكيات كثيرة منبعها الأسرة فيجب أولاً أن نعرف ما هي أسباب السلوك لدي الطفل المتنمر ، الأسباب تأتي من تعامل الوالدين للطفل 

هل هم يحبطوا الطفل بكلمات سلبية أم العكس؟

هل هم يستخدموا أساليب العنف مثل الضرب والإهانة ؟

هل الوالدين شخصياً يمارسون سلوك التنمر بينهم؟

لو أن الاجابة بنعم لكل تلك المواقف السلبية فمن المنطق أن الطفل يكتسب سلوكيات عدوانية وعنيفه فيمارسها على الأفراد الأضعف منه .

 

5-(الطفل المتنمر عليه

هو الطفل الذي يكتسب مجموعه صفات سلبية تجعل منه شخص ضعيف الشخصية ، ليس إجتماعي ، لديه في بعض الأحيان صعوبات تعلم ، لكن لو بحثنا في إكتساب تلك الصفات نكتشف من ذلك بأنها نفس الأساليب السلبية التي تؤثر على الطفل من الأسرة أو جميع من يختلط بهم في المدرسة.

 

6-(الطفل المتفرج)

عادة ذلك الطفل يكون الشخص المدلل ، لأن أسرته تعطيه ثقه كبيرة في ذاته لدرجة تصل إلى الكبرياء ومن طرق هذه الثقة , التباهي بمكانة العائلة ، المصروف اليومي للطالب ، تلبية جميع رغباته ، عدم توجيهه بأنه لا يمارس العنف أو سلوك التنمر مع زملاءه في المدرسة .

 

في نهايه مقالنا عزيزي / تي القارئ

ننوهه دائماً أن الاسرة هي أساس الطفل وتربيته وتأتي بعدها المدرسة مباشرة ، يجب علينا أن نأخذ في اعتبارنا بأن التربية الإيجابية ليست مستحيلة ولكن صعبة ، دعونا دائماً نوجه أطفالنا ونحو الخير ، ونصنع حب العطاء داخلهم بمشاركتهم في أبسط أعمال الخير وهذا هو أكثر سلوك إيجابي يمكن أن نعلمه للطفل منذ صغره للكبر ويستمر على ذلك السلوك ، لنرى شاب متواضع , ناجح , محبوب , عطاء , متفوق , اجتماعي , خلوق.

 

السلوك القاتل و المدرسة

 

 

السلوك القاتل والمدرسة

الاستاذة/امنيه صبح