أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

محاربة النفس بين الخير والشر

محاربة النفس بين الخير والشر 

 

بقلم / طارق القاضي 

 

هناك خير وشر كامنان في داخل النفس البشرية، وعلى المرء تحريك نفسه نحو الخير وعندما ينشأ في نفسه الصراع بين هاتين المعادلتين يحاول أن يضغط على عناصر الشر فيها، وأن يحبط بروحيته وعقلانيته تلك الغرائز ويحول كل طاقته باتجاه الخير، لا في اتجاه الشر (فإن الشر مطبوع عليه الإنسان) أي طبيعة متحركة في أصل تكوينه بنظامه الغريزي الذي ينفتح على الخير كما ينفتح على الشر، إذ هناك صراع في تكوين الانسان بين العقل والغريزة والانتصار على النفس من الانتصارات في معركة الحياة.

 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه) (الشر كامن في طبيعة كل أحد، فإن غلبه صاحبه بطن، وإن لم يغلبه ظهر)

 

يعني إنه إذا ترك الانسان غريزته تتحرك في إتجاه الشرّ فلابدّ من أن يتحول الشر إلى حالة فعلية بعدما كان حالة باطنية وكامنة في الأعماق، فطبيعة النفس البشرية تحمل في طياتها استعداداً فطرياً لتقبل الأمرين الخير والشر، وهي قابلة للتوجيه والتنمية نحو أي منهما، فهما ليسا متأصلين في هذه الطبيعة بل إنها قابلة لهذا أو ذاك بالتوجيه والتربية والبيئة التي يعيش فيها الفرد الذي يجنح به نحو الخير أو الشر وهذا هو دور الأخلاق.