السحرة والمشعوذين شياطين مقنعين
إنتشرت في الآونة الأخيرة قضايا كثيرة عن السحرة والمشعوذين والسبب خلف ذلك إنما هو غياب العقول وضعف الدين .
لاشك أن السحر في مصر هو من أحد أهم المعتقدات قديماً فقد إستخدمه المصريون القدماء في حياتهم كنوع من تحصين النفس ودفع الشرور فدونوا ذلك على معابدهم وجدران منازلهم حتى بعد وفاتهم مما جعلهم يسجلونها على توابيتهم ، وقد جعل ذلك الاعتقاد للسحرة والكهنة مكانة كبيرة لدى الشعب والملوك بمكانة خاصة وهذا يتضح لنا في قول الله عز وجل
{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)}.[ الأعراف]
ولم يكن السحر بالأمر الهين فقد أرسل الله نبيه موسى ليخلص الناس من ضلالات السحر ومعتقدات الشرك وكانت مناظرته اقوى دليل على بطلان السحر حينما القى السحرة ساجدين مستسلمين بأنفسهم لله رب العالمين ، حينها غلبت عقيدة التقوى على عقيدة السحر والشرك حتى بعد أن هددهم فرعون وتوعدهم بأشد أنواع العذاب بقطع أيديهم و ارجلهم من خلاف وتصليبهم في جذوع النخل ماكان ردهم الا ان قالوا وما يضرنا عذابك إنا إلى ربنا راجعون
قال تعالى
{ فَأُلۡقِیَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِینَ (46) قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ (48) قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِیرُكُمُ ٱلَّذِی عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَیۡدِیَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَـٰفࣲ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِینَ (49) قَالُوا۟ لَا ضَیۡرَۖ إِنَّاۤ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطۡمَعُ أَن یَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰیَـٰنَاۤ أَن كُنَّاۤ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ (51) } [Surah Ash-Shu`arâ’: 46–51]
وإن من أشد العجب هو أن ترى ذلك في بلد صدرت علوم الدين والثقافة والفنون للعالم كله ومع ذلك تجد من أصحاب الدرجات العلمية والمثقفين والفنانين ورجال الأعمال رواد للسحرة والدجالين والمشعوذين معلقين امالهم وحلول مشاكلهم ومستقبلهم بالسحر والشعوذه ، فتنوع رواد السحرة بين مرضي القلوب وضعاف النفوس قد إستخدموا السحر كسلاح للعداوة بعمل الأعمال للمنافسين بالخسارة أو بالربط أو بالمرض أو بالموت وبعضهم قد إستخدمها كسلاح للحب في جلب الحبيب ورد المطلقة وبعضهم إستخدمها في البحث عن الآثار وفك الرصد وبعضهم إختلط عليه الأمر بين المرض النفسي وبين السحر معتقدين أن الحل عند من يبيعون لهم الوهم ، فعلى رجال الدين تعليم الناس بأهمية الأمر وخطورته من خلال المنابر ودور العبادة كما أن لرجال الأمن والقضاء دور وأثر بالغ في القضاء على تلك الظاهرة اللتي تفشت في المجتمع .
لقد حذرنا الإسلام من الوقوع في شباك هؤلاء الدجالين المنجمين والمشعوذين ومن ضلالتهم فقد قال الله تعالى عن مخالفتهم لكتاب الله واتباعهم الشياطين
{ وَلَمَّا جَاۤءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِیقࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَرَاۤءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ (101) وَٱتَّبَعُوا۟ مَا تَتۡلُوا۟ ٱلشَّیَـٰطِینُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَیۡمَـٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَیۡمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ كَفَرُوا۟ یُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَاۤ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَیۡنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَۚ وَمَا یُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ یَقُولَاۤ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةࣱ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَیَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا یُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَاۤرِّینَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمۡ وَلَا یَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُوا۟ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقࣲۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡا۟ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ } [Surah Al–Baqarah: 102]
كما أن السحر هو من السبع الموبقات التي حثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي اجتنابها، فقد أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : { اجتنبوا السبع الموبقات ، قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات }
وليس السحر وحده هو المحرم بل تصل حرمته في الذهاب إلى السحرة والدجالين بل أن الاعتقاد فيهم يخرج من الدين ويصل إلى درجة الكفر فقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. رواه أبو داود.