أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

أسماء ياسر فوزي تكتب ما جريمتي؟

ما جريمتي ؟

 

بقلم / أسماء ياسر فوزي 

 

صلة الدم أم صلة الروح ؟

من المحتمل لك ك قارئ أن تتعجب من هذا السؤال ، وفى الغالب ستكون إجابتك صلة الدم بالتأكيد ، لكن دعنى أخذك بالتفكير معي عن إجابة هذا السؤال ثم أسألك مرة اخرى في أخر الموضوع نفس السؤال ولنرى إذا كانت إجابتك نفسها ….

 

هل يمكن لك أن تحتمل أن يناديك احد ” بن حرام”  أو  ” غلطة ” أو أن ينظر لك ك شئ مقزز أو نكرة ليس لها قيمة ؟ 

هذا ما يتحمله أطفال الشوارع والأيتام كل ليلة ، حتى ان هؤلاء الأطفال يتمنوا حينما يروا كابوساً أن يرى شبحاً وليس أن يرى أحداً يعايره أو يحتقره .

 

هم يسألون أنفسهم في كل لحظة ماذا فعلت لكي ينظر إلي الناس بهذا الشكل ! حتى أنه لا يعرف ما الجريمة التي إرتكبها ويتم حسابه عليها .

ما أتحدث عنه مجموعة من الأطفال يرون كل يوم أطفال أخرى يحققون أحلامهم هم ،ولكن أحلامهم التى أتحدث عنها ليست ك سأصبح لاعب كرة قدم أو طبيب أو سأحصل على دراجة هوائية وبلايستيشن بل أحلامهم في أن يعتني بهم أحد أن يكونوا غير مجبرين على إطعام انفسهم أو رعاية من هم مكلفين برعايتهم في الأساس .

 

تخيل أن تتبدل أحلام طفل من رغبته في إمتلاك لعبة إلى رغبته في إمتلاك نقود يستطيع بها إشباع جوعه !

 

ما نراهم في أغلب الأحيان من أطفال يتسولون في الشوارع ونقوم بإدارة ظهورنا لهم هم ضحايا الجوع والفقر والاهمال ويسبقهم أب وأم تخلوا عن نعمة الله عليهم بالذرية ودمروا حياة روح بريئة وتركوها للتدنس . 

ولكن ليستطيع هؤلاء الأطفال النجاة وليس الحياة ،حيث الحياة هي حلم بالنسبة لأغلب هؤلاء الاطفال ، فقاموا باللجوء الى أحد عديمي الرحمة الذي يستعملهم في اعمال التسول والسرقة وحتى أكثر من ذلك ، فكيف لك ان تتهم طفلا بالتسول وتحتقره وهو يتسول أبسط حقوق حياته !

كيف تتهم طفلاً بالسرقة وهو مسلوباً منه طفولته !

يعتقد الكثيرين أنه يفعل خيراً بعدم إعطائه مالاً  أو مساعدة طفل شوارع لكن هل فكرت أن هذا الطفل إذا عاد على الأقل بمال واعطاه لولي أمره أنه سيعفى من الضرب والتعذيب أو حتى قد تشبع جوعه ؟

في حياة هؤلاء الأطفال لا يوجد شئ جيد سوى شيئاً واحد وهو عائلتهم بالروح وبالعائلة لست أقصد أباً أو اماً بل أطفال أخرى صغار لديهم نفس الظروف يمارسون لبعضهم دور الأب و الأم و الاخوة ويخافون على بعضهم كاخوة من دم وصلب واحد .

كانوا هؤلاء الأطفال لبعضهم مأوى وحياة بالرغم من أن ظروفهم واحدة وأنهم لا يعرفون بعض ولكن كانوا أحن على بعضهم من عائلتهم بالدم …. واذا كنت تريد التأكد فقط إذا قابلت طفل شارع لديه تلك الظروف ما عليك سوى سؤاله هل يختار عائلته بالدم أم بالروح ….

الأن دعنى أسألك أيضا عن اجابة السؤال الذي سألته لك في بداية الموضوع إذا كنت طفل شارع من ستختار صلة دم أم صلة روح ؟

ودعنى أسألك إذا كنت تريد أن تصبح لك صلة روح مع طفل قد تكون ملاذاً له ؟ اذا كانت اجابتك نعم ، فقط لا تدير ظهرك وتبتعد عنهم حين تراهم في الشارع أو بالقرب منك فقط إبتسامة ، نظرة حب ، تمليسك على شعره قد تكون مرهماً لجرحه الذي يعيش بهدف محاولة إلتئامه .