أوقات فراغ
تأتى مراحل الحياة لتشكل بكل مرحلها سطور بالوجدان وتتغير أنماط الشخصية لكل فرد وتتأثر على المدى البعيد بالبيئة المحيطة وعادات الجماعات التي تغير مفاهيم وقد تؤثر على مبادئ هي الأقوى بل وعقيدة تأصلت عن قناعات و موروثات وتراث أصيل حمله الآباء وورثته الأجداد.
إن كنت من أصحاب الإلهام وانتظار الوحي الذي لايعرف له سر على عكس تلك الماكينات التي تأتي الانتاج بمجرد الكبس على مكبس التشغيل هؤلاء على عكس التوقعات فقد يأتي إنتاجهم بشكل سريع ووفير ولكنه يشبه تلك المقارنة مابين فرخ الدجاج الناتج عن حضانات البيض ومابين فرخ ولد بين أحضان امه ورعايتها كوجبة مفضلة حضرتها لك أمك ومابين تلك الوجبات التي تقدمها لك أفخم المطاعم فلكل منها نتائج تدفع ثمنها من قولونك العصبي فلطعام الأم من عوامل الأمن والسلامة ما يراود قولونك ويحنو عليه على عكس وجبات “التيك أواي” العنيفة.
تأتى بعض الأوقات لتفرغ ذهنك من ذلك الإلهام ويفزع وحيك ويفر منك هارباً ولا يخبرك بموعد اللقاء مرة أخرى فتغرب عنك شمس الالهام ويغيب معها الفكرة تظل كمشرد بشوارع القاهرة القديمة تائها بين شوارعها المتشابكة ولا تجد جدوي بالوصول وكعادتها في سرعتها وماديتها الفجة لايلتفت إليك احد ليخبرك من اي الطريق والعودة بل قد تجد من يخبرك بطريق لا يوصلك الي مبتغاك ومرادك فلاي يزيدك سوى المزيد من الحيرة واحساس بإنعدام الثقة بما هو قادم.
الحقيقة وما هو مسلم به أن كل أفعالنا لا تأتي من مجرد الهام أو وحي ينزل ليخبرك كيف تفعل بل خبرات إكتسبتها منذ أن ولدت فلكل مرحلة أطوارها ولكل عمر أسلوب يجبرك على تغير مسار أو تعديله، حافظ على هويتك و بتراثك ولا تجبرك أي كانت ميولك أو طموحاتك أن تغير نمط شخصية خلقت لك والا كان الناتج شخصية مشوهة كنتائج عمليات التجميل الفاشلة شمس إلهامك سوف تشرق وان طال غروبها وقد ترمي بك في ظلمات الليل مع أحضان الذئاب وأبناء الشياطين تمسك وتشبث بمبادئك وتأكد بأنها سوف تشرق بآمال جديدة تحي بك ما فقدته من جديد.