سنة أولى جواز
بقلم / فوزية الباز
تنازع الأزواج في السنة الأولى من الزواج يمثل مؤشرًا خطيرًا في مرحلة حرجة من حياة كلٍّ منهما، وقد يمتد لسنوات لا ينهيها طفلهما الأول، وقد تنكسر العلاقة بينهما بعد أول خلاف بسبب تدخلات الأهل، خاصة من ناحية الأم للزوج أو الزوجة.
فلا شك أن الحياة الأسرية تنشأ على مبدأ المودة والرحمة، وهو شرط قدسية الزواج والعلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة بعدما كانا أغرابا، ثم تحوَّلا بميثاق الزواج وأصبح يشدهما حبل متين هو في شكله وجوهره ميثاق غليظاً
ولا شك أيضًا أن كل بنت نشأت في أسرتها معزَّزة مكرمة، مهما كانت أحوالهم الاقتصادية، فلا علاقة لحفظ الكرامة بالمستوى المادي، وفي عرف بيئتنا المصرية الريفية والحضارية، نجد أن معاملة البنت في بيت أبيها قائمة على الاحتواء لا الاعتداء، والحنان لا الجفاء، والطبطبة لا النعيق أو الزعيق، وهذا الشائع إلَّا في حالات تعاني خللًا في الأبوَّة والأمومة والبنوَّة تُنتِج تنشئة غير سوية.
وبما أن البنت أميرة في بيت أبيها، وها أنت ذا عزيزي الباحث عن الزواج قد طرقت بيت الأميرة فكن أميرًا، ولا ترضي أن تكون حاكمًا على مملكة يملؤها الفراغ رغم وجود السكان أو يشملها الجزع والقلق لسوء التفاهم أو الفوقية.
ومن أهم خصائص التكوين الصالح لبناء أسرة جديدة صالحة، عدم الانخراط في (عب وحجر وجعبة الأُمِّ) وكشف أسرار أسرتك الوليدة، بحجج ليست من أدبيات الحياة مثل:
البر بأمك النهمة للتدخُّل في حياتك وحياة زوجتك بكل صغيرة وكبيرة، فهذا عيب خطير بشخصية الزوج ولا مُبرِّر له.
وينشأ عن تلك التدخُّلات نصائح تساعد على توسيع الفجوة بين الزوجين في فترة من حياتهما تُمثِّل (التعارف) حيث الطباع المختلفة (والتودد) لقلب كل طرف من الطرف الآخر (والتآلف) بين قلبين اتحدا وعقلين يتحاورا ويتجادلا ويتفقا ويختلفا، ولا عيب في الاختلاف ما دام لا يفسد للود وللزيجة قضية.
وليس من البرِّ لوالديك اطلاع أسرتك على تفاصيل حياتك الخاصَّة، خاصَّة إذا تحوَّلت حياتك لمضغة تلوكها ألسنة الجميع بعد إفشائها لأمِّك بدافع البرِّ، فبنات الناس أميرات في بيوت آبائهن، فاحرص أن تكون أميرًا وتجعلها أميرة ولا تهنها.
وعلى الجانب الآخر الزوجة الراشدة تحرص على عدم اطلاع أحد على أسرار بيتها، وأن تصنع لحياتها الجديدة خصوصية.
فالحياة الزوجية لها بصمتها الخاصة جدًّا ولكل زيجة تحدِّيَّاتها شديدة الخصوصية مهما اشتركت المشكلات وتشابكت في نفس المجتمع لذا وجب على الزوجين تغليف حياتهما بالحياء والستر لبعضهما البعض بعيدًا عن أعين أقرب الأقربين، فلن يحك جلدك مثل ظفرك فَتولَّ بنفسك زمام حياتك وسعادتك.