” وهم المرأة المستقلة ”
كتبت/ اسراء صلاح عباس
انه لشئ جميل دراسة الذات وفهمها وبالرغم من ان الموضوع عميق وكبير ولكنه ممتع .فكانت ومازالت طبيعة الأنثى وفطرتها واحتياجاتها ودورها يشغل بال الكثيرين.
قد يظن الكثير من الإناث أن المثابرة والاستقلالية فى مواجهة الحياة هى طبيعة المرأة التى يجب أن تكون عليها ولكن إذا بحثنا وراء كل امرأة تسعى لاستقلاليتها سنجد الكثير والكثير من الذكريات والأسباب وراء تلك الرغبة .
فالسؤال هنا …”من هى المرأة المستقلة من الأساس؟؟”
تعرف الباحثة “راهتى غورفين” المرأة المستقلة فى مقال لها على موقع “wiki how” أنها تلك المرأة القادرة على العثور على السعادة بنفسها وهى المرأة المستقلة ماديا وعاطفيا.
قد يبدو التعريف رائعا إلى حد كبير ،تعبير يشعر المرأة بأنها أخيرا تحررت من قيود الرجل المادية والنفسية عليها وأنها امرأة بلا خوف او مشاكل وينتظرها مستقبل ملئ بالاستمتاع بالحرية!!!!
ولكن فى الواقع هى المرأة الأكثر خوفا ورعب هى المرأة المستقلة والسبب ببساطة أنها تعيش فى حال شعورى مضطرب معاكس لفطرتها بشكل تام.
ولا يمكن ان تشعر بالحرية وهى مقيدة بالمخاوف من المستقبل، تسرقها الأحلام البراقة دون أن تحقق منها شئ يذكر فهى لن تصل إلى السعادة طالما أنها تبحث عن ذاتها بعيدا عن انوثتها وفطرتها.
فضلا أن المبالغة فى الاستقلالية وذكورية الانثى فى عصرنا هذا يجلب لها شريك اتكالى سلبى. فكثيرا ما نسمع ونشاهد هذه الأيام شكوى الأنثى من اعتماد زوجها عليها بشكل كلى ويكاد تكون هى من تتحمل أعباء المعيشة والحياة والاطفال بمفردها فأقول لكى يا عزيزتى أنت من تسبب فى هذا ومبالغتك فى استقلاليتك هو ما جلب لكى شريك مثل هذا.
وهذا لا يعنى ايتها الأنثى أن تتوقفى عن الانطلاق فى عملك أو عن السعى لاحلامك. ولكن عليكى أن تنتبهى لانوثتك وفطرتك حتى فى عملك. بالا يكون هدفك من العمل هو التحرر المادى عن الذكر والا تتحول احوالك الفطرية الانوثية إلى أحوال ذكورية لتحققى أحلامك فى بيئة العمل.
وعليكى ايتها الأنثى أن تتذكرى دائما أن حريتك ليس فى الاستقلال المادى والعاطفى وإنما حريتك هى شعورك الانثوى الموجود بداخلك دائما ويمكنك اختياره ومعايشته بدون سبب أو منطق.
وتأكدى أن انوثتك هى طريقك الأوحد لاتزانك وسعادتك .بل انها وسيلتك الأكثر فاعلية للحلم والانطلاق والاستمتاع.
ولكى تتوقفى عن حلم لا يشبهك ولتمضى فى عملك بنجاح بدون التقيد ب”وهم المرأة المستقلة “.