أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ” جزء 2″ 

الدكرورى يكتب عن أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ” جزء 2″ 

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع أم كلثوم بنت عقبة بن معيط، فتقدم لخطبتها الزبير بن العوام، وزيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن عفان، فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فتستشيره، فأتته، فأشار عليها بزيد بن حارثة، فتزوجته وعاشا في سعادة وخير، وولدت له ابنا وابنة، لكنهما ماتا صغيرين، ثم إن زوجها زيدا قتل يوم غزوة مؤتة، فتزوجها الزبير بن العوام، فولدت له زينب، ثم طلقها، فتزوجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له أولادا، ومات عنها، فتزوجها عمرو بن العاص، لكنها لم تلبث أن ماتت بعد زواجها منه بشهر، وقد روت هذه الصحابية عن النبي صلى الله عليه وسلم، عشرة أحاديث.

وعن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا رواه البخاري، وعنها أنها قالت ولم أسمعه، أي رسول الله صلى الله عليه وسلم” يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها” رواه أحمد ومسلم، وعن عبد الله بن أبي أحمر قال قالت أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط “أنزل فيّ آيات من القرآن.

وكنت أول من هاجر في الهدنة حين صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم، قريشا على أنه من جاء رسول الله بغير إذن وليه رده إليه، ومن جاء قريشا ممن مع رسول الله لم يردوه إليه، قالت فلما قدمت المدينة قدم عليّ أخي الوليد بن عقبة، قالت ففسخ الله العقد الذي بينه وبين المشركين في شأني، فأنزل الله “يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ” إلى قوله ” ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجوره ” ثم قالت ثم أنكحني رسول الله صلى الله عليه وسلم، زيد بن حارثة، وكان أول من نكحني فقلت يا رسول الله، زوجت بنت عمك مولاك؟

فأنزل الله تعالى ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ” قالت فسلمت لقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم” ثم قتل عني فأرسل إلى الزبير بن العوام أبي بن خالد فاحبسني على نفسه، فقلت نعم، فأنزل الله “ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله” قالت ثم حللت فتزوجت الزبير، وكان ضرابا للنساء، فوقع بيني وبينه بعض ما يقع بين المرء وزوجه فضربني وخرج عني وأنا حامل في سبعة أشهر.

فقلت اللهم فرق بيني وبينه، ففارقني فضربني المخاض فولدت زينب بنت الزبير، فرجع وقد حللت فتزوجت عبد الرحمن بن عوف، فولدت عنده إبراهيم ومحمدا وحميدا بني عبد الرحمن بن عوف، وعن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تحت الزبير بن العوام، وكانت له كارهة، وكان شديدا على النساء، فكانت تسأله الطلاق فيأبى، فضربها المخاض وهو لا يعلم، فألحت عليه يوما وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة، ثم خرج إلى الصلاة فوضعت، فأتبعه إنسان من أهله وقال إنها وضعت، قال خدعتني خدعها الله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له.

فقال سبق فيها كتاب الله، أخطبها قال لا، لا ترجع إلي ذكر اللعان” وروى عنها ابناها حميد، وإبراهيم، وبسرة بنت صفوان، وروى لها الجماعة، سوى ابن ماجه، وساق أخبارها ابن سعيد وغيره، وهكذا كانت أم كلثوم، صحابية جليلة، ضربت لنساء الأمة الإسلامية أروع مثال للمرأة المدافعة والمحبة لدينها ولرسولها، والتي لا تخاف في الله لومة لائم في قول الحق، وكان لها دور فعال في رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل فيها قرآن ثلاث مرات، وفي نهاية المطاف تزوجت أم كلثوم عمرو بن العاص، وقد توفيت بعد شهر من زواجه.