بقلم / أحمد العرقان
أحياناً نلاحظ في أنفسنا أنه يتملكنا شعور هم وغم بدون أن ندرك السبب ، ونحدث أنفسنا ونقول أشعر بأن قلبي مقبوض ، ولكن ماهو السبب ، فيكون الرد ، لا أعلم
هنا لابد أن ندرك أننا مغمومين
فما هو الغم :
هو ضيق في الصدر وبلبله في الأفكار بداخلك من شيء لاتعرف سببه ،
وهنا لابد لنا من وقفة، نفزع فيها إلى كلام الله ، وعجبت لمن إغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه ،لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]. ، فاني سمعت الله بعقبها يقول ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ، ولابد لنا من التركيز والتمعن في ٱيات الله وكلامه ، لندرك أن الأيات لم توجه لشخص بعينه ، كلا والله ، إذا فالدعوة عامة للجميع ،وكذلك ننجى المؤمنين ،
بمعنى عندما تشعر بأنك مرهق أو مخنوق وتملكتك المشاعر السلبية
الحل موجود بين يديك ، الروشته موجودة أمامك وفيها الدواء الفعال
المجرب ،الذى ليس به شك ..
قال رسولُ الله ﷺ: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظَّالمين، فإنَّه لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطّ إلا استجاب اللهُ له ،ولك أن تتخيل أنه ورد فى القرآن الكريم ثلاثة أدعية لثلاثة من الأنبياء، وهم: نبى الله أيوب، ونبى الله يونس (ذا النون)، ونبى الله زكريا، وأعقب الله تلك الأدعية الثلاثة فى القرآن الكريم بعبارة «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ»،وتلك الأدعية وردت في سورة الأنبياء
والدعاء الأول الذى أعقبه الله بالاستجابة كان لنبى الله أيوب: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين» [الأنبياء:83-84]. لاحظ قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
وثانى الأدعية التى أعقبها الله بالإجابة كان لنبى الله يونس (ذا النون): «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» [الأنبياء:87-88] تدبر قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
وثالت تلك الأدعية التى أعقبها بلفظ «فَاسْتَجَبْنَا» كان دعاء نبى الله زكريا: «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ» [الأنبياء:89-90]تأمل قوله سبحانه: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
أسأل الله عزل وجل أن يجعلنا وإياكم من مستجابين الدعوة، وأن يفرِّج همومنا وكروبنا، ويرزقنا سعادة الدنيا والاخرة